مقال

المعتقل النفسي…….

المعتقل النفسي…….

 

بقلم : على امبابى

 

هل فكرت يوما أن تتخيل انك تعيش داخل معتقل ، بل أن تعيش داخل أسوأ المعتقلات على ظهر الأرض ، من الممكن أن يكون معتقلا لكنه ليس بمعتقل بمبناه المعروف إنما يكون معتقلا ذاتيا.

 

‏أسوأ المعتقلات، منزل يحكمه سلطة أبوية، ووطن يحكمه مستبد، وعقل يتحكم به الخرافه، وتاريخ يراه الناس بشكل مقدس

من لا يفكر ليس على قيد الحياة ” التفكير عند الإنسان هو جوهر الحياة لكن بطبيعة الحال التفكير هو جزء من إعمال العقل و إستخدامه،لكنه يختلف من شخص لأخر ومن مجتمع لمجتمع ومن أمة لأمة أخرى،وبإختصار كما هناك التفكيرالعلمي،الفلسفي،المنطقي، هناك أيضاً التفكير الخرافي

و الخرافة هى الاعتقاد اليقينى القائم على تخيلات تفتقر إلى سبب منطقى يؤيدها، يتبعها بالضرورة ممارسة أفعال لا عقلانية.

 

‏الخرافة هي الآفة التي تأكل العقل وتنخره مع الآيام فيسقط، وتكمن قوة الخرافة في كونها تورث من الآباء والأجداد، نقطه قوه الخرافيه قداستها..رغم التطور المذهل الذي حدث في العالم اليوم، وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجياً، إلا إن هذا التطور أشبه بالطريق ذي خطين متعاكسين، خط يجري فيه السير إلى الأمام وآخر إلى الوراء. والمؤسف أن شعوبنا العربية والإسلامية تسير في الخط المتجه إلى الوراء والتخلف. ومن أبشع مظاهر هذا التخلف هو تفشي الخرافة وتوظيفها لتكريس التخلف..فمازال هناك قطاع واسع من الناس يؤمنون بالأشباح والجن والشيطان والأرواح الشريرة، وتحضير الأرواح، والعلاج بالأدعية والتعويذة والطلاسم ومن الناس من يتشاءم من البوم والغربان، أو القطط السوداء، أو عواء الكلاب، أو من رؤية بعض الأشخاص، أو يتوجس من جملة تطرق آذانهم من طفل صغير أو عابر سبيل لا يوجه الحديث إليهم، وقد لا تربطه بهم صلة. وهناك من يعتقد في أن الجن والعفاريت يسكنون المقابر والبيوت المهجورة، ويتشكلون بأشكال مختلفة او ان القطط لها سبع ارواح..او ان النعل المقلوب فأل شؤم ويجلب الشياطين ..العين الزرقاء تحمي من الحسد او قراءه الفنجان تكشف الواقع ..خرافات تفسير الاحلام والتنجيم وما شابه ذلك

 

أيضا محاولة رجال الدين تفسير الكوارث الطبيعية على أنها عقوبات إلهية ضد البشر لتخليهم عن الدين ومخالفاتهم أوامر الله، فيصورون الله على شاكلتهم البشرية أنه عاطفي وغيور وذي مزاجية متطيرة سبحانه وتعالى جل شأنه وعظمته ، يغضب عليهم ويعاقبهم بالزلازل والسونامي والأعاصير والأوبئة وغيرها من الكوارث، كانتقام منه ضد البشر المخالفين له

 

‏العقل العربي ومنذ قرون يسيره التفكير الخرافي ويتراوح في دائرة مغلقة لم يحدث معها أي تحديث، فقبع في دوائر السحر والفتاوى والمعجزات الغيبية..‏العقل العربي يعيش وفق معطيات عالم تراثي قديم منذ أكثر من الف سنة لكنه يهيمن عليه وعلى تفكيره وقرارته حتى اليوم، فما يتحكم بالعرب اليوم هي جمل وعبارات قيلت منذ الف سنة أو يزيد، لهذا يغلب عليها التفكير الخرافي على التفكير المنطقي القائم على الواقعية والحقائق،‏العقل المتأسلم أصيب بفيروس فاشى تمكّن من الروح فأفقدها أدنى درجات الإنسانية فأغرقه فى التفكير الخرافى المصاب بعقدةالدونيةوالعدوانية

الأمة الاسلامية لا تستخدم عقلها لانه يتعارض مع ثوابتها ويقينياتها والاحتكام الى العقل يعني اعلاء لمنطق الشك اي ان كل الظواهر والآراء والمقدسات قابلة للدحض والنفي .

 

‏الخرافة لا تسكن مجتمع العلم والعقل والحرية ، بقدر ما تعيش وتُقدس في مجتمع الجهل والتلقين والإستبداد اصبح العقل العربي / الاسلامي معاقا ، مقيدا ، لا يستطيع تحرير نفسه ، والقليل الذي استطاع التحرر من قيود الخرافة في العصر الحديث هم من حصلوا على فرصة التأثر بثقافات اخرى خارج نطاق المحيط العربي / الاسلامي ، ومن مشاهير من تفتحت عقولهم بعد احتكاكهم بالثقافة الغربية مثل رفاعة الطهطاوي وطه حسين وغيرهم

‏ يتدهور الحوار العقلاني والتفكير المنطقي لدى إنسان العالم المتخلف ‎ويكثر في عالمه التعصب ،وسيطرة التفكير الخرافي والسحري

أيضا الربط بين الخرافة والدين. يستغلون وجود بعض الحقائق الدينية الغيبية — كالروح مثلا — ووجود بعض النصوص الدينية التي تتحدث عن السحر والحسد … إلخ؛ لكي يدافعوا بحرارة عن حقيقة الظواهر الخرافية، مؤكدين أن الدين نفسه يدعمها. .. يضع الدين — بلا مبرر — في مواجهة العلم، ويضع عقول الناس في مواجهة الاثنَين معا، فتقف حائرة بين عقيدة متأصلة فيها، وبين منهج علمي تثبت صحته على أرض الواقع العلمي في كل لحظة.

 

في بلادنا ‏نحن لا نعاني من بدائية الأدوات والأجهزة والمواصلات بقدر ما نعاني من بدائية التفكير،

التفكير الخرافي الذي يفسّر الواقع من خلال منظور الأجداد (المنتهي الصلاحية).‏الخرافه في بلادنا اصبحت لها سلطه ولديها جيش من رجال الدين يحميها فان خالفتها فانت متهم بالكفر والعلمانيه

‏إن إعطاء الخرافة سلطة القانون ومفاتيح قيادة الأمة يعني بكل تأكيد الإجهاز على آخر ما تبقى من عقل وضمير في هذه الأمة التي ابتليت بالخوف.

 

اذا ..ما معني الخرافه..وما الفرق بين الخرافه والأسطورة

، كيف نشأت في حياة البشر؟ وكيف شاعت هذا الشيوع، وتسللت إلينا عبر القرون والعصور؟ وكيف ظلت باقية بيننا حتى اليوم تحتل عقول كثيرين، وتوجه سلوكهم؟ وكيف أخفقت العلوم، رغم ما أحرزته من تقدم كبير، في القضاء على هذه المعتقدات قضاءً كليًا؟ وهل هناك ثمَّة أمل في التخلص من هذه الخرافات؟

وهل للخرافات جانب ايجابي ؟

هل من الممكن للخرافه أن تخلق معني في حياه الانسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى