مقال

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم، وفي الحقيقة إن المحافظة على الصلاة والخشوع فيها من الأمور المكملة لبعضها البعض، فلا تصح المحافظة على الصلاة من غير خشوع، أو الخشوع من غير محافظة عليها خشية الله عز وجل، حيث أن خشية الله تعالى من أعظم صفات المؤمنين، فقال الله تعالى ” الذين هم من خشيتة ربهم مشفقون” والإشفاق هو كمال الخشية، فهؤلاء المؤمنون خائفون من جلال الله وعظمته، يرجون رحمته ويحذرون عقابه، ويكثرون من الطاعات طلبا لرضوانه، تصديق آيات الله قال الله تعالى ” والذين هم بآيات ربهم يؤمنون” ويشمل ذلك التصديق بآيات الله القرآنية، والبراهين الكونية.

 

فهذا الكون العظيم دليل ناطق على وجود الله عز وجل، فيرى المتأمل فيه بديع صنع الله، فيزداد إيمانا ويقينا، ويتزود من الأعمال الصالحة استعدادا لليوم الأخر، ومن صفات المؤمنين أيضا هو الإعراض عن الباطل من قول أو فعل، فيقول الله تعالى ” والذين هم عن اللغو معرضون” فلا بد و أن يحرص المؤمن على الإنشغال اليومي بذكر الله عن طريق قول أذكار الصباح والمساء وتذكر الله في كل وقت وحين، فالمؤمن القوي هو الذي لا يتدخل فيما لا يعنيه تاركا شؤون الآخرين لهم، فتفكيره الوحيد هو أن يسعى دائما للفوز بالآخرة وحسن الخاتمة، فألسنتهم دائما معطرة بذكر الله، تاركين ما يعطلهم ويضيع أعمالهم ووقتهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

” من حّسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” فإنه يجب علينا العناية بالقرآن الكريم وتدبر معانيه وحفظه عن ظهر قلب، والحرص على تلاوته باستمرار من المصحف تارة وعن ظهر قلب تارة أخرى فإن كان القارئ ممن يحفظه بالتدبر والتعقل وطلب الفائدة، كما قال سبحانه فى سورة ص ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب” وتطبيق ذلك بالعمل والفهم والفقه، فالله سبحانه قد أنزل هذا الكتاب للعمل والعلم والفقه، فقال عز وجل فى سورة الأنعام ” وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون” فهو منزل للعمل والاتباع، لا لمجرد القراءة والحفظ، لأن الحفظ والقراءة وسيلة، والمقصود هو العلم بالكتاب.

 

والسنة مع الإيمان بالله ورسوله وتنفيذ أوامر الله وترك نواهيه، ويجمع ذلك قوله تعالى في سورة التوبة ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم” فهذه الآية من أجمع الآيات في بيان صفات المؤمنين والمؤمنات وأخلاقهم العظيمة، وما يجب عليهم، فقوله سبحانه وتعالى ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” يدل على أن المؤمنين والمؤمنات أولياء يتناصحون ويتحابون في الله، ويتواصون بالحق والصبر عليه ويتعاونون على البر والتقوى، هكذا المؤمنون والمؤمنات جميعا، فالمؤمن ولي أخيه وولي أخته في الله.

 

والمؤمنة ولية أخيها في الله وأختها في الله، كل واحد منهما يحب الخير للآخر، ويدعوه إليه ويفرح باستقامته عليه، ويدفع عنه الشر، لا يغتابه ولا يتكلم في عرضه ولا عليه، ولا يشهد عليه بالزور ولا يسبه، ولا يدعي عليه دعوى باطلة، هكذا المؤمنون والمؤمنات، فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنميمة أو بالكذب أو غير هذا، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك، والتعدي عليه بالغيبة والنميمة، أو الدعوى الباطلة أو الشهادة بالزور أو اليمين الكاذبة أو السباب، ونحو ذلك، فالإيمان بالله ورسوله والتقوى لله والبر والهدى، كل ذلك يمنع صاحبه عن التعدي على أخيه في الله وأخته في الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى