مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن مثل الإيمان في قلب المؤمن كمثل الشجرة الطيبة، تنبت أطيب الثمار، وإن العمل الصالح هو ثمرة الإيمان الذي انغرست جذوره في قلب المؤمن، يبلغ به أقصى درجات الفلاح، فقال تعالى ” قد أفلح المؤمنون” ثم فسّر سبحانه وتعالى إيمانهم بجليل ما يعملون، وعظيم ما يكسبون مما تتحقق لهم به الغاية التي إليها يسعون وفيها يؤمّلون، فذكر سبحانه في طليعة أعمالهم الصالحة، هو خشوعهم في الصلاة، وقد قال الحسن البصري رحمه الله “كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا لذلك أبصارهم” وقال غيره “هو ألا يعبث المرء بشيء من جسده في الصلاة” ومن هذا الوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” وكان فيهم مَن لو قطعت أوصاله وهو في الصلاة لما وُجد منه حراك، كل ذلك من خشوع القلب، والتلذذ بمناجاة الله عز وجل والشعور بعظمته، فإن الله عز وجل بعث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، والهدى، وهو الخبر الصادق والعلم النافع، ودين الحق هو الشرائع والأحكام التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى فى سورة الصف ” هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” والله سبحانه وتعالى أرسله إلى الجن والإنس والعرب والعجم والذكور والإناث، أرسله جل وعلا رحمة للعالمين جميعا وإماما للمتقين.

 

أرسله عليه الصلاة والسلام يعلم الناس دينهم، ويفقههم في دينهم، ويوضح لهم أسباب النجاة، ويحذرهم من أسباب الهلاك بعثه بدين الإسلام، حيث قال تعالى ” إن الدين عند الله الإسلام” فبعثة سبحانه وتعالى بالهدى ودين الحق بالأخبار الصادقة والعلوم النافعة والشرائع المستقيمة والأحكام العادلة، بعثه يدعوا إلى كل خير وينهى عن كل شر، بعثه يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وينهى عن سفاسف الأخلاق وسيئ الأعمال، ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، يسمع عند وجهه كدوي النحل، فلبثنا ساعة، فاستقبل القبلة يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقال “اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضى عنا وأرضنا” ثم قال ” لقد أنزل عليّ عشر آيات مَن أقامهن دخل الجنة” ثم قرأ قول الحق سبحانه وتعالى ” قد أفلح المؤمنون” إلى عشر آيات، فيالسعادة من أقامهن فحظي بكرامة الله في دار الكرامة والنعيم، ويالشقاء من أعرض عن هديها فباء بالخيبة يوم يفوز المفلحون، ولكن هل يزيد الإيمان أو ينقص؟ فقد اختلف العلماء في هذا الأمر، ونحن عندما ننظر إلى قول الحق نجده يؤكد زيادة الإيمان، وحينما نسأل ما الإيمان؟ وما الإسلام؟ نجد الجواب في توضيح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ورده على السائل في الحديث الآتي والذي يرويه الصحابي الجليل.

 

أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر، قال يا رسول الله ما الإسلام؟ قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان، قال يا رسول الله ما الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك، قال يا رسول الله متى الساعة؟ قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربها فذلك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رءوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البَهم في البنيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى