مقال

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

إن الوهم داء يصعب التدخل لكبح جماحه إلا من الواهم نفسه فردا كان أو مجتمعا، وهل هذا عيب فينا ام عيبا في الذي نبحث عنه ونجري وراه، ومما لاشك فيه انه يكون العيب في من يجري وراء سراب ووراء خيط دخان، ولو فكرنا قليلا سنجد اننا نحن المخطئون وليس السراب الذي كنا نقدس حياتنا من اجله، هكذا لابد ان نتعلم ونتعلم ولانقف مكتفين الايدي تاركين حياتنا لهذا السراب الذي لاوجود له في حياتنا وأما الحقيقه فهى عندما تدق الساعة، سنرى حقا أن الحياة حلم بعيد عن الخيال فهى حلم حقيقي وبالحقيقة التي لن يستطيع أحد الهروب منها، فمااجمل ان نعيش الحقيقه بحلوها ومرها، ولابد ان نعيشها لابد ان نعيش واقعنا هذه هي الحقيقه.

 

التي لابد ان ندركها ولانغيب عنها، ولابد ان ناخذ في عين الاعتبار عن الواقع الذي نعيشه، فهذه هي حياتنا وهذا هو الواقع وهذه هي الحياه، فإننا نعيش في زمن حجبت فيه سحب الأوهام شمس الحقيقة إلا ما شاء الله، زمن ادلهمت فيه الخطوب فغيّب لجلجها وجوه الحقائق فاشتكت المجتمعات والأفراد غلبة الوهم ومُر طعناته في بدن المجتمع المسلم حتى أصبحت الحقيقة ضالة قلّ من يهتدي إليها، فبلغ في الناس ذهولا رأوا من خلاله أنهم بحاجة إلى جرعات من الوهم بين حين وآخر، ليتلهي الواهم عن منغصات حياته، بل أخذ البعض منهم يصنع أسواقا للوهم يتكاثر زوارها فيرون أن دخول هذه السوق أمتع من فتح عيونهم على حقائق مرة.

 

ربما لعق البعض منهم شهد الوهم الزائف ليطفىء به مرارة الحقيقة، ونحن على مشارف إستقبال عام ميلادى جديد والاحتفالات برأس السنه الميلاديه يدخل بعض المسلمين على الخط، فتراهم يتهيؤون للاحتفال بهذه المناسبة بما لا يتهيؤون به لعيد الفطر ولا لعيد الأضحى، فيحجزون أماكنهم في الفنادق، ويلبسون الجديد، وقد تخرج الأسرة بكل أفرادها، الأب، والأم، والأبناء، والبنات، متلهفين لمشاركة الغرب لحظة الصفر، التي تنطفئ فيها الأضواء على إيقاع الخمور، والرقص المختلط، وألوان المجون والتهتك، ثم ليهنئ بعضهم بعضا بهذه المناسبة، إن المسلمين إذا زاغوا عن طريق الحق لعبت بهم الأهواء، وساقتهم حيث تشاء.

 

وإذا انحرفوا عن أخلاق الإسلام وفرطوا في قيمهم حلت بهم المصائب والأدواء، وسلكوا طرق الضلال والإغواء، وانهزموا وتسلط عليهم الخصوم والأعداء، وكان مصيرهم التأخرَ والهامشية والانزواء، والسير في ركاب الغالبين الأقوياء، فما نراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما نلمسه في مختلف فئات المجتمع من تأهب، واستعداد، لاستقبال عيد رأس الميلاديه والاحتفال برأس السنة الجديدة يكذب ما كان يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبث شعوبها بدينهم الحنيف، فواجهات المتاجر والمقاهي والفنادق مزينة بالرسوم التي ترمز إلى ميـلاد المسيح وحلول السنة الجديدة، والإعداد قائم على قدم وساق في كل جهة ومكان لإحياء الحفلات الصاخبة.

 

التي تقام في البيوت والفنادق بمناسبة ليلة الميلاد، وليلة رأس العام الجديد، وتساهم الفنادق السياحية بجهد، كبير في إغراء الناس بذلك، حيث تتكرم بتسهيلات، وامتيازات، لمن يقيم في أكنافها خلال هذه الفترة المشهودة، وإن المسلمين اليوم قلدوا الغرب في كل شيء سافل تافه من الأقوال والأفعال، ليس في العلم والاختراع والصناعة والابتكار والجد، قلدوه في الأخلاق والأكل والشرب واللغة والعادات وفي قوانين الحكم ونظم الحياة، ومن جملة ما قلدوه فيه مصيبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، ولقد انتشر هذا المنكر الشنيع بين المسلمين وانشغلوا به انشغالا كبيرا، واهتمّوا به وتهيّؤوا له، واتخذوا مناسبته عطلة وعيدا لهم وذلك بسبب ضعف الإيمان في قلوبهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى