مقال

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع المهلب بن أبى صفره الأزدي، وأما عن عبد الرحمن بن سمرة فهو ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وهو أبو سعيد القرشي العبشمي، وهو أحد الصحابة الكرام، وقد أسلم يوم الفتح، وكان والى على سجستان، وقد توفي في البصرة سنة خمسين من الهجره، وقد سكن عبد الرحمن في البصرة، وهو الذي افتتح سجستان وكابل وغيرها، وكما أنه قد شهد غزوة مؤتة، وقد روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن معاذ بن جبل، وقال ابن سعد أنه استعمله عبد الله بن عامر على سجستان وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إلى البصرة فمات بها سنة خمسين، وكذا أرخه أبو موسى وغيره.

 

وقال ابن عفير أنه مات سنة خمسين، ويقال أنه مات سنة واحد وخمسين من الهجره، وقد شارك بعدها بعامين بغزو ثغر السند، وغزا وغنم في بلاد الهند سنة أربعه وأربعين من الهجره، وأما عن المهلب بن أبى صفره، فقد أشار الطبري أثناء حديثه عن حوادث السنة الخمسين من الهجرة، وغزوة جبل الأشل إلى خروج المهلب بن أبي صفرة مع والي خراسان الحكم بن عمرو الغفاري، والحكم بن عمرو الغفاري الكناني وهو أخو رافع ويقال له الحكم بن الأقرع وهو من قبيلة بني كنانة من بني غفار، وهوصحابي جليل، وقائد عسكري كبير من كبار قادة الفتوحات الاسلامية في بداية الدولة الاموية وكانت جميع فتوحاته في المشرق الإسلامي في بلاد خراسان.

 

وبلاد ما وراء النهر، وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى مات ثم نزل البصرة وولاه معاوية خراسان فمات بها، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه في البخاري والأربعة ، وقد روى عنه أبو الشعثاء وأبو حاجب وعبد الله بن الصامت والحسن وابن سيرين وغيرهم، وفي سنة سبعن وأربعين خرج الحكم بن عمر الغفاري غازيا بلاد طخارستان، وقال عنها ياقوت الحموي، هي ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد، وهى من نواحي خراسان، وهي طخارستان العليا والسفلى، فالعليا شرقي بلخ وغربي نهر جيحون، وبينها وبين بلخ ثمانية وعشرون فرسخا، وأما السفلى فهي أيضا غربي جيحون إلا أنها أبعد من بلخ وأضرب في الشرق من العليا.

 

وقد استطاع الحكم أن يهزم اهلها وأن يفتح جميع أقاليم هذه البلاد وإضافة أنه غنم من أهل هذه البلاد غنائم عظيمة، وقد فتح الحكم الغفارى جبال الغور، وقال عنها الأصطخري، هى جبال عامرة ذات عيون وبساتين وأنهار، وهى خصيبة منيعة، وفى أوائلهم مما يلى المشرق قوم يظهرون الإسلام وليسوا بالمسلمين، ويحتف بالغور عمل هراه إلى فره، ومن فره إلى بلدى داور، ومن بلدى داور إلى رباط كروان من عملابن فريغون، ومن رباط كروان إلى غرج الشار ومنها إلى هراه، فهذا الذي يطوف بالغور كلها مسلمون، وإنما ذكرناها لأنها فى وسط الإسلام، ثم إن أهل جبال الغور ارتدوا عن الإسلام، فلم بلغ ذلك الحكم خرج غازيا بجيش قويا استطاع أن يُلحق بأهلها.

 

هزيمة منكرة واستطاع أن يستعيد فتحها وأن يعيد أهل هذه البلاد إلى الإسلام من جديد وكسب المسلمون من هذا الفتح العظيم غنائم عظيمة ووفيرة جدا كما ذكر المورخين، فقال الطبري وقال بعض أهل السير، وفي هذه السنه وهى سنة سبع وأربعين من الهجره، وجه زياد الحكم بن عمرو الغفارى إلى خراسان أميرا، فغزا جبال الغور وفراونده، فقهرهم بالسيف عنوة ففتحها، وأصاب فيها مغانم كثيرة وسبايا، وقد فتح أيضا الحكم الغفارى بعد ذلك جبل الأشل، فقد خرج غازيا بأمرا من زياد بن أبيه والي العراق، وكانت وجهته إلى جبل الأشل، وحدثت معركة عظيمة انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الترك وكانت الغنائم عظيمة وكثيرة جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى