مقال

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 9″

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع التقوي مفاتيح الفرج، واليتيم مستحق للرحمة بسببين، هما بيتمه، وصغره، والإحسان إليه وصية الله للسابقين واللاحقين، وكذلك نرحم الفقراء ونمد لهم يد العون، وفي صحيح مسلم، لما رحم الصحابة قوم مضر وتصدقوا عليهم بعدما رأوا ما بهم من أثر الفاقة تهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مُذهبة وفرح بذلك، وكذلك فإن للبهائم من الرحمة لنصيب، فرحمتها جالبة لرحمة الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والشاة إن رحمتها رحمك الله ” رواه أحمد، وبالجملة فقد قال صلى الله عليه وسلم ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه الترمذي وأبو داود، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم” قالوا كلنا يرحم، قال ” ليس برحمة أحدكم صاحبه، يرحم الناس كافة” وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرعُ إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ” من لا يرحم لا يُرحم ” وإن رحمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تعدت بني الإنسان، إلى الطير والحيوان، فقيل دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار ، فإذا جمل فلما رأى النبي حن إليه وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن.

 

فقال ” لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار، فقال هو لي يا رسول الله ، فقال ” أَلا تتقى الله في هذه البهيمه التى ملكك الله إياها، فإنه شكا لى أنك تجيعه وتتعبه” رواه أبو داود وغيره، يالها من رحمة نبوية عامة وشفقة إنسانية هامة، وعن جابر رضي الله عنه قال ” رأى النبي صلى الله عليه وسلم حمار قد وسم فى وجهه فقال ” لعن الله الذى وسمه” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحرش بالبهائم ” رواه أبو داود والترمذى، وهذا غيض من فيض من رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان والطير، فأين الرفق بالحيوان اليوم عما يحصل للحيوانات من تعذيب وقتل، كمصارعة الثيران، وضربها بالسيوف.

 

والتحريش بين بعض الطيور كمصارعة الديوك، واتخاذ بعض الحيوان والطير غرضا للتنافس، حيث توقف وترمى بالرصاص أو السهام ، أين منظمة الرفق بالحيوان، وقد بلغ من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وزهده، أنه ما شبع من تمر أو بر في يوم من أيام حياته، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط بطنه بحجر من الجوع، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يتلوى، ما يجد دقلا، أى تمرا رديئا، يملأ به بطنه” رواه مسلم، ولم يتنعم بالنوم على الفراش الوثير في حياته مع أنه كان يحكم أكبر دولة في العالم آنذاك، دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

 

على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه الشريف، وفي خزانته صاع من شعير فبكى عمر رضى الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم ” ما يبكيك يا بن الخطاب ” ؟ قلت يا نبي الله ومالى لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى، في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته ، وهذه خزانتك فقال صلى الله عليه وسلم ” يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ” قلت بلى” متفق عليه، وكان صلى الله عليه وسلم يسلم على الأطفال ويمازحهم ويداعبهم، ويقضي حاجة الفقير وذا الحاجة، بعيدا عن الكبر والأنفة، والشدة والغلظة، بل كان رفيقا رقيقا، متواضعا لله ولعباده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى