مقال

الدكروري يكتب عن أكبر وأبشع الجرائم

الدكروري يكتب عن أكبر وأبشع الجرائم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الطلاق الشيطاني هو الذي لا يكون على السنة النبوية الشريفة، أو يكون بسبب غير معتبر شرعا، كأن تطلب المرأة من زوجها الطلاق من أجل وظيفتها أو دراستها أو تطلب الطلاق لأنه يريد أن يتزوج عليها، فليس هذا من الأعذار المعتبرة في الشريعة الإسلامية، وليس يحق للمرأة أن تطلب الطلاق بسببه، لأنه من شرع الله، وما كان من شرع الله فإنه يدخل في طاقة الإنسان، لأن الله لا يشرع إلا ما هو في طاقتنا، كما قال تعالى “وما جعل عليكم في الدين من حرج” فلا يوجد حكم شرعي فيه حرج ومشقة على الناس، لأن هذا مناف لأصل هذه الشريعة السمحة “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وأما من تقول إنني لا أطيق هذا الأمر فهي كمن يقول إنني لا أطيق الصوم أو الحج.

 

فالأصل أنه لا يقبل قوله ويلزمه الصوم والحج إلا أن يأتي بما يثبت عجزه كمرض مثلا، أما المسلم الطبيعي فإنه يطيق الصوم ويطيق الحج ويطيق الصلاة في أوقاتها المشروعة، وهكذا المرأة فإن الأصل إطاقتها لأمر التعدد رغم ما فيه من مشقة، إذ هذه المشقة هي سر الابتلاء في هذا التشريع الرباني الذي هو مما يختبر الله به إيمان المرأة وصبرها وتعلقها بخالقها وقبولها لشريعته، وإن عقاب الزاني يوم القيامة، يكون بينه وبين الله تعالى، فمن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم والسنة النبوية حذرت من هذه الجريمة، مما يعني أنها محرمة شرعا ويترتب عليها عقابا في الدنيا والآخرة، فعقاب الآخرة مقتصر على العذاب الذي سيتلقاه جراء فعلته التي تعد من الكبائر، لقوله تعالى ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا”

 

فإن الزنا واحدة من أكبر وأبشع الجرائم المقترفة والموجبة لغضب الله تعالى في الدنيا ومضاعفة العذاب في الآخرة، ويطلق عليها اسم الفحشاء، ويقصد بها إقامة العلاقة الجنسية الكاملة بين الرجل والمرأة دون زواج شرعي برضا الطرفين، وتعتبر فاحشة الزنا من الفواحش والأفعال المحرمة والمجرّمة في جميع الأديان فقد جاء تحريمها في الديانات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية، تحريما مغلظا كما حُرمت في الديانتين الهندوسية والبوذية على الرغم من ظهور العديد من الأصوات المنادية بتخفيف النظرة التحريمية للزنا واستبدال هذا المصطلح بآخر وهو العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج، ويعد تساؤل لماذا حرم الله الزنا تساؤلا منطقيا ومشروعا في ظل تغليظ العقوبة في الدنيا والآخرة.

 

لمرتكب هذا الفعل الشائن، وقبل معرفة لماذا حرم الله الزنا يتوجب على المسلم الامتثال لأمر الله سواء أدرك الحكمة منه أم لم يدركه، فلماذا حرم الله الزنا؟ وأنه تكمن الحكمة في ذلك التحريم في التماشي مع الفطرة الإنسانية السليمة والقائمة على الميل إلى الحلال والغيرة على العرض، وحفظ الأنساب من الاختلاط وإدخال من ليس من صلب العائلة فيها بحيث يصبح له سائر الحقوق كالنسب والميراث وغيرهاوأيضا الحفاظ على البيت المسلم من الدمار والضياع وتشتت شمل العائلة وضياع الأبناء حين يأتي الزوج أو الزوجة بهذا الفعل الشنيع، وكذلك الحدّ من انتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الممارسة الجنسية والناتجة عن تعدد الشركاء كالإيدز ومرض الزهري والسيلان وغيرها من الأمراض الفتاكة.

 

إذ يعد الإيدز المنتشر بكثرة في دول العالم والنامية والفقيرة على وجه التحديد رابع المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم وأيضا الحد من انتشار الجرائم المترتبة على فعل الزنا والمعروفة في عرف الناس والقانون بجرائم الشرف، وكذلك صيانة كرامة المرأة من الهدر بحيث لا تكن سلعة رخيصة سهلة المنال لكل طامع، وأيضا الحد من ظاهرة الأطفال اللقطاء المتروكين في الشوارع العامة والحدائق وقرب دور العبادة للتقليل من معاناتهم الناجمة عن رفض المجتمع لهم، وكذلك الوقاية من الوقوع في الزنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى