مقال

الدكروري يكتب عن الإمام ابن العريف الأندلسي

الدكروري يكتب عن الإمام ابن العريف الأندلسي

الدكروري يكتب عن الإمام ابن العريف الأندلسي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام ومن بينهم الإمام ابن العريف وهو الإمام الزاهد العارف أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي المريي المقرئ، والذي كان يترأس قائمة شيوخه علمين أندلسيين هما أبو الحسن علي بن محمد البرجي والمحدث أبو علي الصدفي، إضافة إلى أسماء أخرى أندلسية كأبي معتصم خالد يزيد مولى المعتصم وغيرهم، فأخذ عن هؤلاء القرآن الكريم وتعلم القراءات وسماع الحديث وجمع الروايات واللغة، إلا أن الشيء الملاحظ أنه لم يغادر الأندلس كما فعل بعض أقرانه على الرغم أن الرحلة إلى المشرق في ذلك الوقت للسماع ولقاء الشيوخ كانت تقليدا درج عليها من سبقه وحتي معاصروه.

 

وبعد أن نال مختلف المعارف وأحس أنه وصل إلى مرحلة العطاء، دخل مرحلته العملية حيث أقرأ بسرقسطة ثم بالمرية، كما ولي الحسبة ببلنسية، أي أن نشاطه العملي لم يقتصر على مدينة المرية بل تعداها إلى غيرها من المدن، وتجدر الإشارة هنا أن ابن العريف إضافة إلى معارفه السابقة كان شاعرا، فنظم وأجاد خاصة في الشعر الروحي، فجاء نسيج عصره من المعارف المختلفة، إضافة إلى ذلك غلب عليه الزهد والورع، فقد اعتبره ابن صعد أحد الرجال الأولياء الأفراد المتسمين من سمات العلم والعمل باعلى درجات الزهاد، فاجتمعت له بذلك كل المؤهلات التي جعلته قبلة للطلبة والمريدين الذين التفوا حوله ينهلون العلم، كما قصده العباد والزهاد وكان العباد وأهل الزهد يألفونه ويحمدون صحبته.

 

وأمام هذه الحشود الكبيرة من الأتباع والطلبة علا اسم ابن العريف في سماء الأندلس الشيء الذي لم يسر بعض الفقهاء، التي كانت ترى فيه منافسا خطيرا لها، إذ كان على رأس معارضيه قاضي المرية ابن الأسود الذي يبدو أنه أوغر صدر الأمير على بن يوسـف ضده وكان ذلك عام خمسمائة من الهجرة، مما اضطر الأمير بن يوسف إلى الأمر بالقبض على ابن العريف وإرساله إلى مراكش مع بعض أتباعه وهناك بمراكش تراجع الأمير المرابطي عن قراره حينما رآى عظم مقام بن العريف فأطلق سراحه، وقال ابن مسدي ابن العريف ممن ضرب عليه الكمال رواق التعريف فأشرقت بأضرابه البلاد وشرقت به جماعة الحساد حتى لسعوا به إلى سلطان عصره وخوفوه من عاقبة أمره لاشتمال القلوب عليه.

 

وانضواء الغرباء إليه، فغرب إلى مراكش، فيقال إنه سم وتوفي شهيدا وكان لما احتمل إلى مراكش استوحش فغرق في البحر جميع مؤلفاته، فلم يبقي منها إلا ما كتب منها عنه، وروى عنه أبو بكر بن الرزق الحافظ، وأبو محمد بن ذي النون، وأبو العباس الأندرشي ولبس منه الخرقة وصحب جدي الزاهد موسى بن مسدي، ولعله آخر من بقي من أصحابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى