مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 6”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 6”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وأذكى ابن الأشتر حرسه تلك الليلة الليل كله، ولم يدخل عينه غمض، حتى إذا كان في السحر الأول عبى أصحابه، وكتب كتائبه، وأمر أمراءه، فبعث سفيان بن يزيد بن المغفل الأزدي على ميمنته، وعلي بن مالك الجشمي على ميسرته، وهو أخو أبي الأخوص، وبعث عبد الرحمن بن عبد الله، وهو أخو إبراهيم الأشتر لأمه، على الخيل، وكانت خيله قليلة فضمها إليه، وكانت في الميمنة والقلب، وجعل على رجالته الطفيل بن لقيط، وكانت رايته مع مزاحم بن مالك، وقال، فلما انفجر الفجر صلى بهم الغداة بغلس، ثم خرج بهم فصفهم، ووضع أمراء الأرباع في مواضعهم، وألحق أمير الميمنة بالميمنة، وأمير الميسرة بالميسرة.

 

وأمير الرجالة بالرجالة، وضم الخيل إليه، وعليها أخوه لأمه عبد الرحمن بن عبد الله، فكانت وسطا من الناس، ونزل إبراهيم يمشي، وقال للناس ازحفوا، فزحف الناس معه على رسلهم رويدا رويدا حتى أشرف على تل عظيم مشرف على القوم، فجلس عليه، وإذا أولئك لم يتحرك منهم أحد بعد، فسرح عبد الله بن زهير السلولي وهو على فرس له يتأكل تأكلا، فقال قرب على فرسك حتى تأتيني بخبر هولاء، فانطلق، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء، فقال قد خرج القوم على دهش وفشل، لقيني رجل منهم فما كان له هجيري إلا يا شيعة أبي تراب، يا شيعة المختار الكذاب، فقلت ما بيننا وبينكم أجل من الشتم، فقال لي يا عدو الله، إلام تدعوننا، أنتم تقاتلون مع غير إمام، فقلت له بل يالثارات الحسين.

 

ابن رسول الله، ادفعوا إلينا عبيد الله بن زياد، فإنه قتل ابن رسول الله وسيد شباب أهل الجنه حتى نقتله ببعض موالينا الذين قتلهم مع الحسين، فإنا لانراه لحسين ندا فنرضى أن يكون منه قودا، وإذا دفعتموه إلينا فقتلناه ببعض موالينا الذين قتلهم جعلنا بيننا وبينكم كتاب الله، أو أي صالح من المسلمين شتم حكما، فقال لي، قد جربناكم مرة أخرى في مثل هذا ويعني الحكمين، فغدرتم، فقلت له وما هو؟ فقال قد جعلنا بيننا وبينكم حكمين فلم ترضوا بحكمهما، فقلت له ما جئت بحجة، إنه كان صلحنا على أنهما إذا اجتمعنا على رجل تبعنا حكمهما، ورضينا به وبايعناه، فلم يجتمعا على واحد، وتفرقا، فكلاهما لم يوفقه الله لخير ولم يسدده، فقال من أنت؟ فأخبرته، فقلت له من أنت؟ فقال عدس، لبغلته يزجرها.

 

فقلت له ما أنصفتني، هذا أول غدرك، قال، ودعا ابن الأشتر بفرس له فركبه، ثم أمر بِأصحاب الرايات كلها، فكلما مر على راية وقف عليها، ثم قال يا أنصار الدين، وشيعة الحق، وشرطة الله، هذا عبيد الله بن مرجانة قاتل الحسين بن علي، ابن فاطمة بنت رسول الله، حال بينه وبين بناته ونسائه وشيعته وبين ماء الفرات أن يشربوا منه، وهم ينظرون إليه، ومنعه أن يأتي ابن عمه فيصالحه، ومنعه أن ينصرف إلى رحله وأهله، ومنعه الذهاب في الأرض العريضة حتى قتله وقتل أهل بيته، فوالله ما عمل فرعون بنجباء بني إسرائيل ما عمل ابن مرجانة، بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قد جائكم الله به، وجاءه بكم.

 

فوالله إني لأرجو ألا يكون الله جمع بينكم في هذا الموطن وبينه إلا ليشفي صدوركم بسفك دمه على أيديكم، فقد علم الله أنكم خرجتم غضبا لأهل بيت نبيكم، فسار فيما بين الميمنة والميسرة، وسار في الناس كلهم فرغبهم في الجهاد، وحرضهم على القتال، ثم رجع حتى نزل تحت رايته، وزحف لقوم إليه، وقد جعل ابن زياد على ميمنته الحصين بن نمير السكوني، وأما عن الحصين بن النمير فهو الحصين بن نمير بن نائل السكوني الكندي، وكان قائدا عسكريا في الدولة الأموية وأما عن تفاصيل حياته فهى غير معروفة إلا أنه قاتل في موقعة صفين وكان قائد قسم من جيش مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة المنورة ثم قاد بقية الجيش عقب وفاة ابن عقبة المري وفق رغبة يزيد بن معاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى