مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 1”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

إن لله سبحانه وتعالى في خلقه سنن وقد جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم، فإذا اتقى الناس ربهم عز وجل، خالقهم ورازقهم، أنزل الله عز وجل عليهم البركات من السماء، وأخرج لهم الخيرات من الأرض، وأما إذا تمرد العباد على شرع الله تعالى، وفسقوا عن أمره، أتاهم العذاب والنكال من كل مكان من الكبير المتعال، وهكذا فالجزاء من جنس العمل، فإن كان العباد مطيعين لله عز وجل، معظمين لشرعه، أغدق الله عز وجل عليهم النعم، وأزاح عنهم النقم، ولكن إذا تبدل حال العباد من الطاعة إلى المعصية، ومن الشكر إلى الكفر، حلت بهم النقم، وزالت عنهم النعم، ولكن ما هي الأسباب التي يتنزل بها عذاب الله؟

 

وما هي سنة الله عز وجل في القوم المجرمين؟ أو بعبارة آخرى، ما هي أسباب هلاك الأمم؟ فإن من أول هذه الأسباب هو الكفر بالله سبحانه وتعالى، وتكذيب الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فقد أهلك الله عز وجل الأمم السابقة مثل قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين وقرونا بين ذلك كثيرا بسبب كفرهم بالله عز وجل، وتكذبيهم لرسله، وإن المسلمين حين قاموا بالجهاد الذي كلفوا به أعزهم الله، وأذل أعداءهم، وانتشر الإسلام في الشرق والغرب، وعم العدل، وغلب الخير، وانحسر الشر وتراجع، ولما رأى أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والوثنيين والمنافقين أن سلطان الإسلام يرتفع، وكلمته تعلو، وزحف جيوشه لا يقف أمامها واقف.

 

وعلم الأعداء أن الدافع وراء ذلك هو العقيدة الإسلامية التي توجب الجهاد حتى يكون الدين كله لله تعالى، ولا يكون ثمة من يفتن ويمنع الناس من الدخول فيه، فكروا وخططوا، ثم اتفقوا على شن حرب ضارية على المسلمين تستهدف أول ما تستهدف هو المحرك الفعال، وهو العقيدة الإسلامية المتضمنة أن الإسلام خير محض يجب نشره في العالم أجمع، وإن الكفر بجميع أنواعه وأشكاله، وهو شر محض يجب إزالته، ومن بقي كافرا منهم بقي تحت الذل والصغار ودفع الجزية، فلا أثر له ولا خطر، وإن أعداء الإسلام قالوها صراحة واضحة لن نسمح بقيام دولة اسلامية في أي مكان في العالم، والمعنى جلي واضح ولا يحتاج إلى تفسير، فقد يسمح البعض منهم للمسلمين.

 

أن يتعبدوا في مساجدهم بشعائر دينهم، ولكنهم لا يسمحون للإسلام أبدا أن يطبق أو يحكم، أو يحكم به، وهذا يبين لنا أيضا أن الحرب بيننا وبينهم عقائدية، وليست سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك كما يدعي البعض، ولكن لماذا يرفض أعداء الإسلام أن يحكم الإسلام ؟ وما الذي يخشونه من قيام دولة اسلامية، أو نظام إسلامي، أو تكتل اسلامي ؟ ولماذا يكرهون الإسلام؟ ولكن يجب على كل مسلم أولا أن يعلم أن قيام دولة إسلامية أمر واجب على المسلمين كل المسلمين فقد أثر عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي االله عنه قوله، إن االله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فلعل في هذه الكلمة أبلغ بيان للدور الذي تقوم به الدولة المسلمة في إنفاذ الشرع وتحقيق وجوده، من خلال سلطان الدولة وهيبتها التي تفرض لبناء النظام الإسلامي وتوطيد أركانه في المجتمعات.

 

عبر ممارسة السلطات العامة في سوق الناس إلى الشريعة والأخذ بأيديهم لتعاليم الدين الحنيف مع التصدي لمظاهر الانحراف والضلال التي تعوق الممارسة الدينية وتمنع أسباب الاستقامة والهداية، وإن بالرغم من كره جميع شعوب العالم للحرب، إلا أنها تعد ظاهرة إنسانية قديمة، فلم يخلُ أي عصر من العصور القديمة من اشتعال الحروب التي كانت ضحاياها عشرات الآلاف من الناس، فتاريخ الحرب قديم جدا، فمنذ أن هبط آدم عليه السلام على الأرض والنزاعات قائمة، وكما لا تخلو صفحات التاريخ من النزاعات والحروب بين الأمم وخاصة بين الإمبراطوريات والممالك القديمة، ومن الأمثلة على الحروب في العصور القديمة، هو الحرب عند الإغريق حيث كانت الحرب عند الإغريق قوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى