مقال

موسم الجدل……..

موسم الجدل

 

بقلم عبير مدين

 

مع بداية موسم الاحتفال رأس السنة الميلادية و ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وعلى أمه العذراء السلام يكثر الجدل ويخرج علينا علماء الدين بعضهم يبيح التهنئة والبعض يحرمها.

دعونا نتفق أن لكل شريعة معتقداتها وان نقطة الخلاف الجوهرية بين الإسلام و المسيحية هو السيد المسيح رسول الله كما نعتقد في الإسلام أم ابن الرب كما تعتقد بعض مذاهب المسحية أو الرب نفسه كما تعتقد بعض المذاهب الأخرى.

لا يعني المصطلح في الشريعة المسيحية أن الله قد أنجب ولدًا أو أنه قد اتخذ زوجة أو أنجبه كما عند البشر إنما بوصفه قد ولد من دون تدخل أب بشري فهذا يعني أنه ينسب لله مباشرة، بعض اللاهوتيين المسيحيين قد اعتبر أن اللقب يشير إلى الطبيعة الميتافيزيقية للإله فابن الرب المولود هو تجسيد لكلمة الله التي ألقاها في أحشاء العذراء مريم فتشكلت بشرا, في العصور القديمة كلمة ابن الله تعني رسول الله أو القوي بأمر الله كما ورد في العهد القديم، وكلمة الأب تعني المعلم والمربي والمؤدب وفي نفس المعنى تقريبا تستخدم الكلمة ألان للإشارة إلى كبير العائلة، إذ يطلق عليه رب الأسرة أي معلمها وأبوها.

السيد المسيح عليه السلام نبي المعجزات ذكر اسمه في القرآن 25 مرة الإيمان به فريضة على كل مسلم حتى ولو لم يؤمن المسيحيون بسيدنا محمد وبرسالته.

في العقيدة الإسلامية المسيح عيسى عليه السلام حي، لم يمت حتى الآن، ولم يقتله اليهود، ولم يصلبوه، ولكن شبِّه لهم، رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه رحمة وتكريمًا له، وهو إلى الآن في السماء ذكرى رفع المسيح إلى السماء يوافق احتفال المسيحيين بعيد القيامة معجزة ميلاد ورفع المسيح سوف تظل مثيرة للجدل إلى أن يشاء الله.

في الإسلام عقيدة بنزول عيسى بن مريم مرة أخرى للأرض قبل فترة قصيرة من يوم القيامة نزوله سيكون في نصف الحرب بين المهدي المنتظر والمسيح الدجال وتابعيه. سوف ينزل عيسى عند منارة بيضاء شرق دمشق، مرتديًا رداءً أصفر ورأسه ممسوح بالزيت، ثم سينضم للمهدي في محاربة الدجال، وبحسب الاعتقاد الشيعي بعد موت المهدي، سيتولى عيسى القيادة، وستحل العدالة والسلام. وتشير النصوص الإسلامية إلى ظهور قبيلة يأجوج ومأجوج في ذلك الوقت، وستعيث الفساد في الأرض. ثم سيستجيب الله لصلوات عيسى ودعاؤه، وسيقتلهم بإرسال نوع من الدود إلى مؤخر أعناقهم سيكون حكم عيسى على الأرض 40 سنة ثم يموت، ويصلي عليه المسلمون صلاة الجنازة و يدفنوه في المدينة المنورة بالقرب من النبي محمد والخليفة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.

الاحتفال برأس العام احتفال بمواقيت زمنية, فترة من العمر نرجو من الله أن يكتب لنا فيها من الخير الكثير، ونحتفل أننا مازلنا أحياء ونرجو أن يكون أمامنا من العمر ما نتقرب فيه إلى الله, واحتفالنا بعيد الميلاد المجيد هو احتفال بميلاد كلمة الله ومعجزته المسيح عيسى عليه السلام وتعبير عن حبنا له كما نحتفل بذكرى عاشوراء ذكرى نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وكما نحتفل بنجاة سيدنا إسماعيل من الذبح وهو يعد شعيرة من شعائر الركن الأعظم في الإسلام.

فإن احتفالنا أيضا بمعجزة رفعه للسماء من منطلق إيماننا بعقيدتنا بأن المسيح رفعه الله حي في السماء في انتظار أن يتم رسالته على الأرض في أحداث نهاية الزمان.

احل الله زواج الكتابية ومن غير المعقول أن تعيش مع زوج لا يهنئها بأعيادها الدينية!

الاحتفالات مشروعة في الإسلام انتهزوا أي فرصة وكونوا سفراء الإسلام دين التسامح والمحبة ولا تدخلوه في نفق العنصرية والتشدد المظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى