مقال

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 5″

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع مشروعية وأحكام صلاة الجمعة، وقد اختلف العلماء في رد السلام وتشميت العاطس والإمام يخطب والصحيح أن من كان يسمع الخطبة فلا يجوز له رد السلام ولا تشميت العاطس بخلاف من لا يسمع الخطبة فإنه يجوز له ذلك والله أعلم، وأما أصناف الناس الذين يحضرون الجمع فهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “يحضر الجمعة ثلاثة نفر فرجل حضرها بلغو فذلك حظه منها، ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها “رواه أبو داود.

 

ويحرم على الداخل للمسجد أن يتخطى رقاب الناس، ويجب علينا أن نعلم أن يوم الجمعة يوم طيب مبارك فهو شاهد ومشهود فمن حضره يشهد له ومن تخلف بغير عذر عنه، فإنه يشهد عليه، والملائكة الذين على الأبواب بعد ذلك شهود وقد فضله الله سبحانه وتعالى، على سائر الأيام كما فضل الشمس على سائر النجوم وجعله للمسلمين عيداً لأسبوعهم كما جعل الأحد للنصارى والسبت لليهود، ويجب علينا أن نعلم أنه من ابتلي بترك الصلاة فلا يعرفها إلا في الجمعة، ولربما نسي حتى الجمعة، فنقول لمثل هذا ألا تعلم يا عبد الله أن تارك الصلاة محكوم بكفره، وأنه يُستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل، وأنه لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة، ولا أن يكون وليا على مسلمة.

 

في نكاحها ولو كان أباها، لأن الكافر لا تجوز ولايته على المسلمين، وأنه لا يرث من أقربائه المسلمين، ولا يرثون منه، وأنه لا تقبل منه صدقة ولا صوم ولا حج، ولا أي عمل حتى يتوب، وأنه إذا مات فلا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، وأنه إذا مات وهو تارك للصلاة فهو من أهل النار، فيجب علينا أن نعلم إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وكلنا يعلم أن الحياة محدودة والأنفاس معدودة، وأن الموت يأتي فجأة، وليس بعد الموت إلا الجنة في نعيم أبديّ أو النار في عذاب سرمديّ، ومن أسباب عذاب النار، هو ترك الصلاة، وأما عن يوم الجمعه فقد نهي المسلمون أن يفردوه بصوم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

” لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده ” وفي رواية أخرى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم أحدكم ” متفق عليه، وقد أخذ بعض الفقهاء بظاهر الحديث وحملوا النهي على التحريم وبعضهم على الكراهة، ومما ورد في فضل يوم الجمعة، وهو أنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” عرضت الجمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءه بها جبرائيل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء، فقال ما هذه يا جبرائيل؟ قال هذه الجمعة، يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولأمتك من بعدك ولكم فيها خير، تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك.

 

وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه أو يتعوذ من شر إلا أعطاه أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ” رواه الطبراني، وفي رواية ” ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له، وضل الناس عنه، فالناس لنا فيه تبع فهو لنا، ولليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، إن فيه ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه” والقارئ المتدبر لكتاب الله عز وجل، يجد أن الله سبحانه وتعالى، قد ذكر فيه الصلاة في أكثر من تسعة وتسعين موضع، كلها بصيغة الأمر، مما يدل على عظمها عند الله تعالى، ورفعة منزلة من حافظ عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى