مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة نجد “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة نجد “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة نجد، وقد ذكر الحافظ ابن حجر بعدما أورد هذه الأقوال طريقة للجمع بينها، ومنها أن من أشار إلى العدد الكثير احتسب كل وقعة على حدى، حتى وإن كانت قريبة مع غيرها في الزمن، وأن من أشار إلى العدد القليل أو المتوسط ربما قام بجمع غزوتين متقاربتين زمانا، وبالتالي قام باحتسابهما كغزوة واحدة، مثل الخندق، وبني قريظة، وحُنين، والطائف، وأما السرايا فقد كانت أكثر عددا من الغزوات، وأما الخلاف في عدد أنها من نحو الأربعين إلى السبعين سريةً، وقد أشار الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي” وقرأت بخط مغلطاي أن مجموع الغزوات والسرايا مائة” ولقد كان بالنصر الذي أحرزه المسلمون في غزوة بني النضير دون تضحيات.

 

توطد سلطانهم في المدينة وتخاذل المنافقون عن الجهر بكيدهم، وأمكن الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يتفرغ لقمع الأعراب، الذين آذوا المسلمين بعد أحد، وتواثبوا على بعوث الدعاة يقتلون رجالها في نذالة وكفران، وبلغت بهم الجرأة إلى أن أرادوا القيام بجر غزوة على المدينة، فقبل أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم، بتأديب أولئك الغادرين، فقد نقلت إليه استخبارات المدينة بتحشد جموع البدو والأعراب من بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الخروج، ويقطع صحاري نجد، ويلقي بذور الخوف في أفئدة أولئك البدو القساة، حتى لا يعاودوا جرائمهم التى ارتكبوها مع المسلمين، وقد أضحى الأعراب الذين اعتادوا على النهب والسطو.

 

لا يسمعون بمقدم المسلمين إلا حذروا، وتمنعوا في رءوس الجبال، وهكذا أرهب المسلمون هذه القبائل المغيرة، وخلطوا بمشاعرهم الرعب، ثم رجعوا إلى المدينة آمنين، ولقد أحب الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يستغل هذا الظرف، وبدأ يرسل السرايا والجيوش لتثبيت دعائم الأمن في الجزيرة العربية، ولاسترداد الهيبة من جديد، وأول جيش خرج كان على رأسه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه في غزوة تسمى غزوة نجد، وذهب لتأديب قبائل نجد التي تجمعت لقتل المسلمين في بئر معونة وماء الرجيع، ولما خرج فروا منه جميعا، ولم يلق قتالا صلى الله عليه وسلم، لكنه استعاد الهيبة بشكل كبير، وغزوة نجد، هي غزوة قد ذكر أهل السير والمغازي أن المسلمين غزوها في أرض نجد.

 

في شهر ربيع الثاني أو جمادى الأولى فى السنة الرابعة من الهجرة، ونجد هي أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية التاريخية وأكبرها مساحة وترتفع هضبة نجد فوق سطح البحر، وتقع في وسط شبه الجزيرة، وكانت نجد موطنا تاريخيا لمملكة كندة وطسم وجديس وبني زيد وبني حنيفة وبني أسد وبني تميم وهوازن وغطفان ومملكة تنوخ وطيئ وبنو عامر ومحارب وباهلة وبنو غنى وحضارة المقر وغيرهم، حيث تشكل اليوم منطقة الرياض ومنطقة القصيم ومنطقة حائل والأجزاء الشرقية لمنطقة مكة المكرمة ومناطق نجد الشرقية مثل هضبة الصمان وهى ضمن المملكة العربية السعودية، وقد اختلف المؤرخون والنسابة ورجال الدين فيما كانت نجد هي اليمامة أو جزء منها أم إقليما بحد ذاتها.

 

والحدود وتقسيمات شبه الجزيرة العربية إلى الحجاز واليمن والعروض وتهامة عند الجغرافيين كانت تقسيمات تعكس دوافع دينية وسياسية وهي حدود غير ثابتة ومتقلبة وقد خضعت لتغيرات عديدة نتيجة الاضطراب السياسي والتغييرات السكانية، وإن الكثير من الإخباريين خلط بين اليمامة ونجد والغالب أن اليمامة هي مدينة الرياض حاليا، ونجد في اللغة هو المكان المرتفع، وهناك عدة مناطق في شبه الجزيرة العربية تسمى بنجد ولكن أشهرها الواقع بوسط شبه الجزيرة العربية وأحيانا يسمى بنجد الحجاز لإنه ارتفع عن تهامتها وفق مازعم بعض الإخباريين وفي ذلك أسباب سياسية كان هدفها انكار وجود اليمامة كوحدة ثقافية أو اجتماعية وإدارية خلال العصور الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى