مقال

قربان مذبح التكنوجيا الحديثة.

قربان مذبح التكنوجيا الحديثة.

—————————————–

— شكل ليس بجديد من تداعيات تفاقم مايطلق عليها النهضة التكنولوجية الحديثة وإن كنت أفضل تسمية الأشياء بمسماها الحقيقي فهي النكبة الحديثة ، فتفشي فيروس التكنولوجيا الأكترونية صار أخطر من تحورات فيرس كورونا المخيفة التي يتحدثون عنها هذه الأيام

 

— ذلك الفيروس الأكتروني ، البشري الصنع قد نتج عنه سقوط العديد والعديد من الضحايا منهم ماظهر على السطح بعد الغرق ومنهم من غرق وهو في قوائم المجهولين ، ومنهم من هو في طريقه للانزلاق والغرق

وأي ما كان وضعه أو مسماه فالنتيجة مأساوية كماحدث مع ( بسنت خالد ) ضحية تكنولوجيا الفوتوشوب وتركيب رأس

هذا على جسد ذاك أو جسد هذه على رأس تلك والهدف في النهاية الابتزاز إما لمال أو انحلال ورذيلة

 

— ( بسنت ) زهرة كفر الزيات التي أنهت سنوات عمرها الربيعية بالانتحار، بعد تداول صور خادشة للحياء لها على مواقع التواصل الاجتماعي من أحد الشباب الذي كان يراودها عن نفسها وهي تغلق الأبواب

فكان الانتقام الخسيس بنشر صور مصنعه ومخلقه لها بتقنيه الفوتوشوب الحديثة تحتوي على مشاهد جنسية ساخنة مما تسبب لها في فضيحة بين الأهل والجيران وزملاء الدراسة ودفع بالفتاة لحالة نفسية شديدة السوء لاحساسها بالظلم

وعدم القدرة على مواجهة المجتمع والدفاع عن نفسها و إثبات براءتها وهي التي لا تملك إلا الدموع والقسم بالله أن هذه الصور ليست لها وأنها برئية براءة الذئب من دم بن يعقوب

 

— التحرش الأكتروني أضحي يغزونا في عقر دارنا ويجعل من بناتنا ونساءنا إما سبايا أو ضحايا، ولا يكتفي بكشف عوراتنا بل يصنع لنا العورة ، لذا فالأمر صار يحتاج منا كآباء وأمهات وذوي عقول مزيد من الانتباه لأولادنا وبناتنا، ومزيد من جسور الثقة الممتدة بيننا وبينهم ومزيد من ساحات الحوار المفتوح الذي يستوعب أفكارهم وعالمهم الشديد الاتساع والخطورة في نفس الوقت لحمايتهم

 

— ويبدو أن الذئاب البشرية لم تعد تستهدف التحرش الجنسي الصريح والمباشر واغتصاب النساء والفتايات الذي يوقعها في مساءلة قانونية أو محاكمات قضائية ، بل استحالت لذئاب اكترونية وصارت مهمتها للإيقاع بالفريسة بفضل مايسمى بالتقدم أيسر وأسهل بكثير من ذي قبل

 

إن الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا عالم التصوير مفترض أن وسائل نفع وخدمة وليست وسائل تعذيب وخدعة ، والجريمة المباشرة التي تظهرفيها. أيادي المجرمين ملطخة بالدماء لم تعد تواكب العصر ، فأيادي المجرمين صارت كخيوط الحرير تذبح في نعومة ودون ضجيج وربما عن بعد

فالننتبه لذلك الأخطبوط المتعدد الأذرع الذي يزهق أرواح فلذات أكبادنا والمسمى بوسائل التواصل والتقدم التكتولوجي

فعلواهاشتاج لا لبسنت جديدة قربان على مذبح التكنولوجيا الحديثة

رحم الله ( بسنت خالد )

وسامحها وألهم أهلها الصبر والسلوان

 

مايسةإمام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى