مقال

أعظم المدح وأغلبه في النظم القرآني

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم المدح وأغلبه في النظم القرآني
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 فبراير 2024

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد لقد وقع في القرآن الكريم أساليب متنوعة لمدح الأنبياء والمرسلين ألا أن أكثر الأنبياء نصيبا في المدح الإلهي هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف لا؟ وقد تنزلت عليه آيات الذكر الحكيم وجعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد توزعت معها الأغراض والمقاصد البلاغية والإرشاد وذلك من أجل الإقتداء بأخلاقه العالية التي أثنى عليها الخالق عز وجل حسب ما يقتضيه السياق، ويمكن أن نجمعها في ثلاثة جوانب، فالأول هو مدحه صلى الله عليه وسلم.

في الجانب العقدي والإيماني كمدحه بصفة الإيمان، وأعظم المدح وأغلبه في النظم القرآني اقتران ذكره صلى الله عليه وسلم مع الله عز وجل في مواطن كثيرة، ومن أساليب المدح ذكره صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل، وقد خصه السياق بالأمية مدحا “والأمية وصف خص الله تعالي به من رسله محمدا صلى الله عليه وسلم وبذلك كانت الأمية وصف كمال فيه مع أنها في غيره وصف نقصان صارت أميته آية على كون ما حصل له إنما هو من فيوضات إلهيه” والجانب الثاني هو مدحه صلى الله عليه وسلم في الصفات الإنسانية ومقومات التعامل التي تبرز في سلوكه إذ جعلته محط الاقتداء والتأسي، وأما عن الجانب الثالث هو مدحه صلى الله عليه وسلم في ذكر اسمه الصريح محمد في أربع آيات.

وأحمد في موضع واحد وبهما يتحقق المدح لما بين الاسمين من وشائج وصلات أن محمد هو المحمود حمدا بعد حمد من كثرة حامديه وموجبات الحمد فيه، وأما أحمد فيدل على استحقاق لما لا يستحقه غيره من حمد، فمن حيث كانت زيادة الحمد في محمد من جهة الكمية كانت زيادة الحمد من أحمد من جهة الكيفية، ومن بديع النظم تسمية سورة قرآنية سورة محمد وهو أسوة بغيره من الأنبياء والمرسلين، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ونباهة قدرة إذ كل اسم منها ينبئ عن ناحية من نواحي العظمة فيه، وكل هذا يدخل مدحا وتكريما تحت قوله تعالى ” ورفعنا لك ذكرك ” وكل الآيات القرآنية تبين سيرته وأخلاقه ودعوته عليه الصلاة والسلام، وإن حياة النبي صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة تزخر بالقدوة والمثل الأعلى.

وهذا الذي فتأت أمم الكفر تبحث عنه، أما أمته صلى الله عليه وسلم فحياته أمامهم كصفحات الفخر الناصح يستقون من سيرته، فتملأ نفوسهم إيمانا بالله عز وجل وبهذا النبي صلى الله عليه وسلم العظيم، وإن الحديث عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى وقفات كثيرة فإن حياته صلى الله عليه وسلم كلها تبين لنا عزيمته وعلو همته في شتى المجالات في الدعوة، والجهاد، والعبادة، وغير ذلك من سيرته العطرة فهو صلى الله عليه وسلم قدوة للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم، فاللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه والتأسي به والاقتداء بهديه، اللهم لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى