مقال

عن الوباء اللعين أحكي .. قصة قصيرة.

كتب الشاعر والأديب صلاح الورتاني من تونس

 

عن الوباء اللعين أحكي .. قصة قصيرة.

 

بينما كنت منهمكا في كتابة قصيدتي فجأة رن جرس الهاتف ..

صوت خافت ضعيف هزيل .. في البداية ترددت أن أسأل عن صاحبته .. لكني تجلدت وليتني ما سألت .. قالت لي وهي تصارع سكرات الموت أعرف أني أطلت عنك الغياب وأني منذ مدة طويلة لم أتواصل معك .. قلت لها: لا فائدة من كل هذا .. أخبريني ما الذي جرى ؛ صوتك مقطع تخنقه العبرات .. أستاذي إني الآن أحتضر .. وباء الكورونا فتك بي وهو الآن يأخذني عند ربي في الدار الآخرة .. لا تقولي هذا أرجوك .. الأمل لا شيء غير الأمل .. كم من واحد مرض بهذا الوباء وشفي .. فجأة وأنا أحكي سمعت صوت الهاتف يسقط من يدها وصوت صياح وعويل يقول ماتت المسكينة ..

إرتعدت فرائصي وغمرتني الدموع ولم أقدر على التحرك تجمد الدم في عروقي وأنا في ذهول تام .. الدموع تنزل بغزارة وأنا أعيش حرقة ومرارة ..

هكذا الموت فجاة يأخذ منا عزيزا علينا ويتركنا في هذا المشهد المؤلم الحزين ..

ماتت التي لقيتها في إحدى المهرجانات الثقافية حيث قالت لي أستاذي الشاعر قصائدك تهز مشاعري لصدقها ونبرتها المتدفقة إحساسا لا مثيل له في قصائد الشعراء الآخرين أنت فعلا رقيق الإحساس تكتب لنا وبلساننا وشعورنا فأنت تستحق تقديرنا ..

يومها عاهدت نفسي بأن لا أكتب إلا على لسان الآخرين ..

الآن ماذا أكتب بعد رحيلك يا ……..

سأتوقف عن الكتابة بعض الأيام ريثما تهدأ نفسي ..

فأنا لا أعرف الراحة والسعادة إلا بكم ومعكم ..

لذلك ما يؤلمكم يؤلمني وما يفرحكم يفرحني ..

لا تغتروا بهذه الحياة .. فهي وربي سويعات ..

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثواني

رحلت صديقتي الوفية إلى جنة الخلد عند رب راض عنها بإذنه تعالى غير غضبان ورحلت معها ابتسامتها وطيبتها ..

ربي الرحمن تغمدها برحمتك وأسكنها جنتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا كما قلت وقولك الحق ..

 

صلاح الورتاني // تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى