مقال

حديث الصباح 

حديث الصباح

 

أشرف عمر

 

سُنَنٌ مَهجُورةٌ

 

*{ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ إذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ. وَقالَ: إذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ القَصْعَةَ، قالَ: فإنَّكُمْ لا تَدْرُونَ في أَيِّ طَعَامِكُمُ البَرَكَةُ }.*

 

رَوَاهُ مُسلِم.

 

*شرح الحديث:*

يُعلِّمُنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكثيرَ والكثيرَ مِنَ الآدابِ، ومنها- كما في هذا الحديثِ- بعضُ آدابِ الطَّعامِ؛ فقد كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أكَلَ طعامًا لَعِقَ، أي: لحَسَ أصابِعَه الثَّلاثَ، أي: الإبهامَ والْمُسبِّحةَ والوُسْطى، وبيَّنَ لنا أنَّه إذا سقطَتْ، أي: وقعَتْ مِن أحدٍ لُقمةٌ على الأرضِ “فَلْيُمطْ”، أي: فَلْيُزلْ عَنها الأذى، أي: ما يُستقذَرُ به مِن نحوِ تُرابٍ، ثُمَّ لِيأكُلْها “ولا يَدعْها لِلشَّيطانِ”، أي: لا يَتركْها لِلشَّيطانِ.

 

وأمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ “نَسلُتَ القصَعَةَ”، أي: نمسَحَها ونتتبَّعَ ما بِقِيَ فيها مِنَ الطَّعامِ، ((والقَصعةُ))، هي الَّتي يَأكلُ عليها عَشرةُ أنفُسٍ، والمرادُ بها هنا: مُطلقُ الإناءِ الَّذي فيه الأُدمُ المائعُ؛ لأنَّنا لا ندري في أيِّ طعامِنا “البرَكةُ”، وهي الزِّيادةُ وثبوتُ الخيرِ والانتفاعُ به، والمرادُ هنا: ما يحصُل ُبه التَّغذيةُ وتَسلُمُ عاقبتُه مِن أذًى ويُقوِّي على طاعةِ اللهِ وغير ذلك.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى