مقال

الصبر لا يصمد له إلا الخاشعون ” جزء 4″

الصبر لا يصمد له إلا الخاشعون ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع الصبر لا يصمد له إلا الخاشعون، وقد ورد في الصحيح “أن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل” رواه البخاري، فاحذر أن يأتي المظلوم يوم القيامة آخذا بتلابيبك، مطالبا إياك بحقوقه التي ضيعتها، وبحاجاته التي نسيتها، يوم لا يكون المقابل درهما ولا دينارا، ولا ملكا ولا عقارا، إنما هي الحسنات والسيئات واللبيب من عرف قدره، وأدى الذي عليه، فما أهلك المجتمعات الإسلامية مثل ضياع الأمانات، وما قوى من أطماع غيرنا فيها مثل تسابقنا إلى الدنيا، واقتناص مناصبها، والفرح بملذاتها، حين صار هَم كثير منا احتواش الدرهم والدينار، بحق أو بغير حق، بكفاءة أو بغير كفاءة، باقتدار أو باحتيال، مما لا يبقى معه إلا انتظار الساعة، ولقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم كذلك بالنظام في الاصطفاف للحروب.

 

فقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية، حليف بني عدي بن النجار، قال ابن هشام يقال سوّاد مثقلة، وسواد في الأنصار غير هذا، مخفف وهو مستنتل من الصف قال ابن هشام ويقال مستنصل من الصف فطعن في بطنه بالقدح، وقال صلى الله عليه وسلم استوي يا سواد، فقال يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال “استقد ” قال فاعتنقه فقبّل بطنه، فقال صلى الله عليه وسلم “ما حملك على هذا يا سواد؟” قال يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك يا رسول الله، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير” وكما إننا نتعبد لله سبحانه وتعالى.

 

بالصلوات الخمس في اليوم والليلة، وكل صلاة يجب أن يسبقها طهارة ووضوء، وكل صلاة لها وقت، وعدد من الركعات، ولها كيفية وهيئة تؤدى بها، يجب على كل مصلي أن يلتزم بها، ولا يخرج عن نظامها، وإلا صار مخالفا لنظام الصلاة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول ” استووا” وإن الدنيا نادى عليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وقال بأنها لا تساوى عند الله جناح بعوضه، وعندما نادت هى عليه وقالت له يا محمد انظرنى أسألك فلم يلتفت اليها وعلم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حقيقة الدنيا وعلم أصحابه هذه الحقيقه فباعوا الدنيا واشتروا الآخره وقد سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جبرائيل هل انت تضحك ؟ قال له نعم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم متى ؟

 

قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شي وهو لم يخلق في الدنيا تعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا ؟ فقال جبرائيل الراحه فان الله لم يخلق الراحه في الدنيا بل خلقها في الاخره فالانسان يبحث دائما عن الراحه فالطفل يقول متى اكبر والشاب يقول ليتني اعود طفلا والشايب يقول ليت الشباب يعود يوما والمتزوجه تقول ليتني اعود عزباء والعزباء تقول ليتني اتزوج والذي لم ينجب اطفال يقول ليتني عندي طفل واحد والذي انجب اطفال يتضجر ويقول ليتني لم انجب اطفال والذي تزوج امرأه واحده يريد ان يتزوج الاخرى، والكل يجرى بحثا عن الراحه وكلا يبحث عن الراحه ولكن لاوجود للراحه في هذه الدنيا فيجب ان نقنع بما كتبه الله لنا ونشكره على ذلك.

 

ونعلم ان راحتنا في عبادته وطاعته سبحانه لكي نرتاح في الآخره فإبكي على نَفسك، وهناك بعض الكربات قد تحمل في طياتهآ كرامآت ، فلا تيأسوا إن طال البلاء فقيل أن نبي الله موسى عليه السلام لما دفن اخاه هارون عليه السلام ذكر مفارقته له وظلمة القبر، فادركته الشفقة فبكى، فأوحى الله تعالى إليه ياموسى لو اذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لاخبروك، ياموسى لم انسهم على ظاهر الارض احياء مرزوقين، افأنساهم في باطن الارض مقبورين، ياموسى اذا مات العبد لم انظر الى كثرة معاصيه ولكن انظر إلى قلة حيلته، وقال سبحانه وتعالى فى حديثه القدسى ” يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكأ عن يمينك ومتكأ عن يسارك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى