مقال

الدكروري يكتب عن ذكر الله يورث طمأنينة القلب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ذكر الله يورث طمأنينة القلب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن المؤمن الصادق يقابل المحبوب بالشكر، والمكروه بالصبر، ومهما عظمت مصيبتك، وكبر همك، وازداد غمك، فاعلم أن مع العسر يسرا، ومع الكرب فرجا، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل أنه قال “من ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ من الناس، ذكرته في ملأ أكثر منهم وأطيب” وإن ذكر الله تعالى يورث طمأنينة القلب، وراحة النفس، وانشراح الصدر وهي غاية يسعى إليها الكثير من الناس، ومن أجل تحقيقها قد ينفق عليها البعض أموالا، ويقطع من أجلها المسافات بحثا عن أي وسيلة للسعادة في عالم تسيطر عليه الجاهلية وقيمها وثقافتها ووسائل إعلامها، فلا تكاد تسمع ذكر الله.

 

فإنه يتعب نفسه من يبحث عن الطمأنينة وراحة القلب وهو غارق في الماديات، ليس له من يدله على المعنى الحقيقي لسعادة القلب وراحة النفس، والعلاج هو ذكر الله تعالى قولا وفعلا وتأسيا، ذكر يؤتي ثمارا طيبة في النفس وفي الحياة، حياة الفرد، وحياة الجماعة، وأولى هذه الثمار هو سكينة النفس، وطمأنينة القلب، التي يشعر بها الذاكر، ويحس بها تملأ أقطار نفسه، فلا يحس إلا الأمن إذا خاف الناس، والسكون إذا اضطرب الناس، واليقين إذا شك الناس، والثبات إذا قلق الناس، والأمل إذا يئس الناس، والرضا إذا سخط الناس فعن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت” فالحياة حياة القلب بذكر الله.

 

والموت موت القلب بالغفلة عن الله، فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف وقل “يا الله” فإذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة، فنادى وقل “يا الله” إذا ضاق صدرك، واستعسرت أمورك، فنادى وقل “يا الله” إذا أوصدت الأبواب أمامك، فنادى وقل “يا الله” فها هو الخليل إبراهيم عليه السلام يتجه إلى الملك الجليل ويلجأ إليه جل في علاه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة، فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة، فقيل دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء، فأرسل إليه أن يا إبراهيم، من هذه التي معك؟ قال أختي، ثم رجع إليها فقال لا تكذبي حديثي.

 

فإني أخبرتهم أنك أختي، والله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه فقام إليها، فقامت توضأ وتصلي، فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط عليّ الكافر، فغط حتى ركض برجله، فقال أبو سلمة بن عبدالرحمن إن أبا هريرة رضى الله عنه قال، قالت اللهم إن يمت، يُقال هي قتلته، فأرسل ثم قام إليها، فقامت توضأ تصلي وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط عليّ هذا الكافر، فغط حتى ركض برجله، قال عبدالرحمن قال أبو سلمة، قال أبو هريرة “فقالت اللهم إن يمت، فيقال هي قتلته، فأرسل في الثانية أو في الثالثة، فقال والله ما أرسلتم إليّ إلا شيطانا، ارجعوها إلى إبراهيم.

 

وأعطوها هاجر فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام، فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة، وعن ابن أبي ليلى قال مسدد، حدثنا الإمام علي رضى الله عنه قال “شكت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى، فأتي بسبي، فأتته تسأله فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم، فقال علي مكانكما، فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال ألا أدلكما على خير مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما، فسبّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم” وهكذا فإن ذكر الله جل في علاه هو الحصن الحصين الذي يتحصن به الإنسان من الشيطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى