مقال

الأم نبع الحنان ” جزء 2″

الأم نبع الحنان ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع الأم نبع الحنان، والأم هي امرأة تؤدى دورا تربطها فيه علاقة أمومة بأطفالها الذين قد يكونون من نسلها البيولوجي أو قد لا يكونون كما هي الحال عند التبنى، وتعتبر النساء أمهات نتيجة للولادة، أو في حال قيامهن بتربية أطفالهن، أو قيامهن بتوفير بويضاتهن للإخصاب، أو مزيج من كل ذلك، مثل هذه الشروط توفر وسيلة لتحديد مفهوم الأمومة، فعادة تندرج المرأة التي قامت بفعل الولادة والتى تعرضت بويضاتها للإخصاب تحت مفهومى الأم البيولوجية أو الأم الوالدة، بغض النظر عما إذا كانت سوف تقوم بتربية هذا الطفل، وعليه يمكن اعتبار المرأة التي قامت بتربية طفلها دون قيامها بفعل الولادة أو توفير بويضاتها للإخصاب، مُتبنية، أما من قامت بتوفير بويضاتها للإخصاب دون قيامها بفعل الولادة.

 

أو تلك التي قامت بفعل الولادة دون توفير بويضاتها للإخصاب فتعتبر أم عن طريق تأجير الأرحام، وقد تكون الام هي من أرضعت المولود لثلاث مرات أو خمس بحسب اختلاف أراء المذاهب الفقهية فى الإسلام، دون أن تقوم بفعل الولادة أو التربية، إنها الأم, وما أدراك ما الأم, عطر يفوح شذاه, وعبير يسمو في علاه, والعيش في كنفها حياة, وعين لا تكتحل برؤيتها عقوقا وإعراضا حسرة, والبعد عنها أسى وحرمان، إنها الأم، هى قسيمة الحياة، وموطن الشكوى، وعتاد البيت، ومصدر الأنس، وأساس الهناء, يطيب الحديث بذكراها, ويسعد القلب بلقياها, حنانها فياض لا ينضب, ونبعها زلال لا يجف، الأم، لا توفيها الكلمات, ولا ترفعها العبارات, وإنما محلها سويداء القلب وكفى به مستقرا، فإن لأمك حق لو علمت كثير، كثيرك يا هذا لديه يسير.

 

إنها الأم التي وصى بها المولى عز وجل، وجعل حقها فوق كل حق إلا حقه, وجعل شكره سبحانه مقرونا بشكرها فقال تعالى كما جاء فى سورة لقمان ” أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير” فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مَن أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك ” قال ثم من ؟ قال ثم أمك ” قال ثم من ؟ قال ثم أبوك” رواه مسلم، وعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال صلى الله عليه وسلم هل لك من أم قال نعم قال صلى الله عليه وسلم فالزمها فإن الجنة عند رجلها” رواه الألبانى، وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال أتت إمرأة النبى صلى الله عليه وسلم.

 

فقالت يا رسول الله إن أمى ماتت وعليها صوم خمسة عشر يوما، قال أرأيت لو أن أمك ماتت وعليها دين أكنت قاضيته؟ قالت نعم قال صلى الله عليه وسلم أقضى دين أمك ” رواه الألبانى، وإن العادات التى تتكرر بتكرر الأيام والأعوام وغير ذلك من المواسم، داخلة في معنى العيد، وهذا مما تتمايز به الأمم، ولذا جاءت الشريعة الإسلامية بالزجر عن الاحتفال بكل أعياد الجاهلية بغض النظر عن أصلها، فقال شيخ الإسلام السنة الجاهلية كل عادة كانوا عليها، فإن السنة هي العادة وهي الطريق التي تتكرر لتتسع لأنواع الناس مما يعدونه عبادة أو لا يعدونه عبادة، فمن عمل بشيء من سننهم فقد اتبع سنة جاهلية، وبهذا يجب أن نعلم أن هذا الاحتفال لا يجوز، حتى ولو كان دون نية التقرب والتعبد، فإنه لا يلزم من عدم دخول الشيء في مسمى البدعة أن فعله جائز.

 

فهناك علل أخرى للتحريم، كالعمل بسنة الجاهلية والتشبه بغير المسلمين، وكما إن العادات وإن كان الأصل فيها الإباحة إلا أن ذلك يزول إذا اقترنت بمحظور شرعي كالتسنن بسنن أهل الجاهلية والتشبه بهم فيها ومتابعتهم عليها، وقد نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فسأله النبى صلى الله عليه وسلم ” هل كان فيها عيد من أعياد الجاهلية؟ رواه أبو داود، وفي هذا دلالة واضحة على لزوم تحرى مخالفة سنة الجاهلية، وخصوصا وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم “أبغض الناس إلى الله ثلاثة، ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه” رواه البخارى، وقال شيخ الإسلام فكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهلية دخل في هذا الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى