مقال

الدكروري يكتب عن الإمام البيضاوي ” جزء 6″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام البيضاوي ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وتعليقة المولى أحمد بن روح الله الأنصاري المتوفى سنة تسع وألف وهي إلى آخر الأعراف، وتعليقة محمد بن إبراهيم ابن الحنبلي الحلبي المتوفى سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وكما صنف الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الشامي الشافعي مختصرا سماه الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف وأوله الحمد لله الهادي للصواب، والشيخ عبد الرءوف المناوي خرج أحاديثه في كتاب أوله الله أحمد أن جعلني من خدّام أهل الكتاب، وسماه الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي، وممن علق عليه كمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف القدسي المتوفى سنة ثلاث وتسعمائة، والشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي المتوفي سنة تسع وسبعين وثمانمائة وكتب إلى قوله سبحانه وتعالى ” فهم لا رجعون”

 

والعلامة السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني المتوفى سنة عشرة وثمانمائة وذكره السخاوي نقلا عن سبطه، ومن التعليقات عليه مع الكشاف وتفسير أبي السعود تعليقة الشيخ رضي الدين محمد بن يوسف الشهير بابن أبي اللطف القدسي وهي في مجلد ضخم أوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، علقها في درسه عند الصخرة إلى آخر الأنعام، فبيضها وأرسلها إلى المولى أسعد المفتي، ومختصر تفسير البيضاوي لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بإمام الكاملية الشافعي القاهري المتوفى سنة أربع وسبعين وثمانمائة، وأما بالنسبة لتاريخ مولد الإمام البيضاوي فلم يشر أحد من المؤرخين إلى تاريخ ولادته، ولعل السبب يعود للحروب التي اجتاحت الناس بتلك الفترة، ومع ذلك اجتهد البعض في الدراسة والبحث في معرفة تاريخ ولادة البيضاوي.

 

فكانت نتيجة هذه الدراسة والبحث أنه وُلد في أوائل القرن السابع الهجري أو قبله بيسير ولقد نشأ الإمام البيضاوي رحمه الله في بداية حياته في بلدة البيضاء، ومن ثم انتقل إلى مدينة شيراز، وقد لقب الإمام بالبيضاوي نسبة لمدينة البيضاء، ويلقب أيضا الإمام بالشيرازي نسبة لمدينة شيراز وقد اشتغل الإمام منذ الصغر بطلب علوم الأدب والعربية، والفقه وأصوله، والتفسير والحديث، وغيرها من العلوم والفنون المتنوعة، وبعد انتقاله من بلدة البيضاء وهو صغير إلى مدينة شيراز لم يحتج إلى رحلات لطلب العلم وذلك لأن مدينة شيراز كانت مليئة بكبار العلماء والأدباء والشعراء، وبناء على ذلك فلم يكن للإمام البيضاوي رحمه الله تعالى أكثر من رحلتين في حياته، فرحلته الأولى كانت من بلدة البيضاء إلى مدينة شيراز والتي عاش فيها أكثر حياته، وتلقى طلب العلم فيها.

 

وتولى فيها منصب قاضي القضاة، وأما عن رحلته الثانية من مدينة شيراز إلى مدينة تبريز بعد أن ترك القضاء في مدينة شيراز، ولقد حظي الإمام بمنزلة عالية ورفيعة بين العلماء وطلاب العلم، حيث كان الإمام البيضاوي من كبار العلماء في التفسير وأصول الفقه، وقد تفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، وكان أبوه وجده أيضا من علماء المذهب الشافعي، وقد تتلمذ له كثيرون في المذهب الشافعي، واهتم العلماء في كتبه، وقد اهتم العلماء بها، وتلقت القبول عندهم، وقد توفي الإمام البيضاوي عليه رحمه الله تعالى في مدينة تبريز سنة ستمائة وخمس وثمانين، وقيل سنة ستمائة وواحد وتسعين من الهجرة، وقد ذكر الشهاب الخفاجي في حاشية التفسير أنه توفي سنة سبعمائة وتسعة عشر من الهجرة، وذكر بعض العلماء أن هذا الكلام لا يعوّل عليه، وقد أوصى للقطب الشيرازي أن يدفن بجانبه، فدفن في خرانداب، بتبريز بجانب الشيرازي، رحمهم الله جميعا علماء الأمة وأسكنهم فسيح جناته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى