مقال

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 5″

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أن اشكر لى ولوالديك، وفي عام ألف وستمائة بدأ الشباب والشابات ذوو الحرف البسيطة والخادمون في زيارة أمهاتهم في “أحد الأمهات” مُحملين بالهدايا والمأكولات، هذا عن انجلترا أما عن الولايات المتحدة الأمريكية فكانت هناك قصة أخرى، وقيل أن المذكوره آنا جارفس هي صاحبة فكرة ومشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولايات المتحدة، فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وكانت ابنه للدير، وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية “أندرو” في جرافتون غرب فرجينيا، وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونجرس لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد، وكان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم.

 

وكانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء، وتقوى الروابط العائلية المفقودة، وقد قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس في جرافتون غرب فرجينيا وفلادلفيا وبنسلفانيا في العاشر من مايو الف تسعمائة وثمانيه ميلادى، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم فى الولايات المتحدة، وكان القرنفل من ورود والدتها المفضلة وخصوصا الأبيض لأنه يعبر عن الطيبة والنقاء، والتحمل والذى يتميز به حب الأم، ومع مرور الوقت أصبح القرنفل الأحمر إشارة إلى أن الأم على قيد الحياة، والأبيض أن الأم رحلت عن الحياة، وكان أول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة كان غرب فرجينيا ولاية أوكلاهوما سنة الف تسعمائة وعشر ميلادى، ومع عام الف تسعمائة وإحدى عشر ميلادى، كانت كل الولايات المتحدة قد احتفلت بهذا اليوم.

 

ومع هذا الوقت كانت الاحتفالات قد دخلت كلا من المكسيك، وكندا، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ثم وافق الكونجرس الأمريكي رسميا على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم، وذلك في العاشر من مايو سنة الف تسعمائة وثلاثة عشر ميلادى، وقد اختير يوم الأحد الأول من شهر مايو للاحتفال بعيد الأم، وقد بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربى في مصر على يد الأخوين مصطفى أمين وعلي أمين مؤسسى دار أخبار اليوم الصحفية، فقد وردت إلى على أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل، وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وحكت له قصتها التى تتلخص فى أنها ترمّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم.

 

وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوما واحدا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم الوحد والعشرين من مارس ليكون عيدا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة، واحتفلت مصر بأول عيد أم.

 

في يوم الواحد والعشرين من مارس سنة الف وتسعمائة وسته وخمسون ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريما للأب أيضا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولا كبيرا، واعتبر الناس ذلك انتقاصا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة “يستكثرون” على الأم يوما يُخصص لها وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة، ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتى عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد، ولا عجب بعدها من معرفة أن أكثر من يحتفل بهذه الأعياد اليهود والنصارى والمتشبهون بهم، ويُظهرون ذلك على أنه اهتمام بالمرأة والأم وتحتفل بعض الأندية الماسونية في العالم العربي بعيد الأم كنوادي الروتاري والليونز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى