مقال

عدي بن حاتم الطائي ” جزء 2″ 

عدي بن حاتم الطائي ” جزء 2″

بقلم/ محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عدي بن حاتم الطائي، وقد شهد فتح العراق ووقعة القادسية ووقعة مهران، ويوم الجسر، وكان له فيه بلاء حسن، وثوبه على الوليد بن عُقبة حين شرب الخمر وأساء السيرة، فشارك في عزله عن ولاية الكوفة، وكان من المسارعين لبيعة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب، والمناصرين له والمؤازرين، وكان له الباع الأطول في تحشيد القوات من طيّء وتسييرها لأمير المؤمنين علي بن أبى طالب، في معركة الجمل، وقد أناط به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مواقع مهمة، فجعله ومحمد بن أبي بكر على القلب، محمد على الخيل وعديّ على رجّالتها.

 

وكما جعله في موقع آخر على خيل قضاعة ورجّالتها، ثم اشترك في عقر الجمل هو والحمُاة حتى عرقبوه، وفي صفين، أمّره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، على طيّء، حتى إذا كان التوادع إلى أن ينسلخ المحرم، أرسل الإمام علي، عديّ في جماعة ليدعو معاوية إلى الطاعة، فقام عديّ مقاما مشكورا أثنى فيه على الإمام علي بن أبي طالب، ثم قاد الجيش العلوي وجحافله ضد الجيش الأموي بقيادة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد سنة سبعه وثلاثين هجرية، وقد حشد معاوية أشدء رجاله.

 

فكان النصر حليف عدي بن حاتم، وفرّ عبد الرحمن وتوارى في العجاج وعاد إلى معاوية مقهورا، وعن محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يقول كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة والآخر يشكو قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه .

 

ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ألم أوتك مالا فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة، وأخبر حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال لما نزلت “حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود” عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي.

 

فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار، وقيل أنه أرسل خالد بن الوليد عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري، طليعة وكان ذلك في حروب الردة، فلقيهما حبال أخو طليحة فقتلاه، فبلغ خبره طليحة فخرج هو وأخو سلمة، فقتل طليحة عكاشة وقتل أخوه ثابتا ورجعا، وأقبل خالد بالناس فرأوا عكاشة وثابتا قتيلين، فجزع لذلك المسلمون، وانصرف بهم خالد نحو طيء.

 

 

فقالت له طيء نحن نكفيك قيس، فإن بني أسد حلفاؤنا، فقال قاتلوا أي الطائفتين شئتم، فقال عدي بن حاتم لو نزل هذا على الذين هم أسرتي فالأدنى لجاهدتهم عليه، والله لا أمتنع عن جهاد بني أسد لحلفهم، فقال له خالد بن الوليد إن جهاد الفريقين جهاد، لا تخالف رأي أصحابك وامضي بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط، وقيل أنه مات عدي سنة سبع وستين، وله مائة وعشرون سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى