مقال

الزواج والطلاق والحرية” جزء 2″

الزواج والطلاق والحرية” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع الزواج والطلاق والحرية، وأشد من ذلك أن الفتاة ما دامت في سن المراهقة فإن الفساق يغازلونها ويخاطبونها خصوصا بواسطة المحمول والانترنت وغير ذلك من وسائل الاتصال فهي في بيت أهلها صورة وأما قلبها وأما رغبتها فهي مع من يخاطبها ويكلمها من البعد، وقد يعيش الكثير من الأزواج داخل بيت واحد حياة تعيسة وخالية من المشاعر والسعادة، وإن من أسباب ذلك هو اختلاف وجهات النظر بين الزوجين الذي قد يقود إلى حدوث المشكلات بينهما، وعندما يفتقد أحدهما أو كلاهما فن الحديث تصبح لكل منهما حياة خاصة بعيدة كل البعد عن الآخر، ولا يجتمعان إلا عند الحديث عن الأبناء، بعد أن كانت أحلامهما في فترة الخطوبة التشارك في كل شيء واحترام رغبات بعضهما البعض والوقوف معا في كافّة أمور الحياة.

والحوار بين الأزواج والحوار من أهم مقومات التواصل بين الناس وخاصة بين الأزواج، حيث يستطيع كل واحد منهما أن يُعبر للآخرعن مشاعره وأحاسيسه من خلاله، وما يحب ويكره، فالله تعالى جعل الزواج استقرارا وسكينة ومودة، ولكن توعد الشيطان بالتفرقة بين الزوجين، حيث يعد هذا العمل من أفضل الأعمال لدى الشيطان بشكل عام، نظرا لما تتسبب به التفرقة بين الزوجين من تدمير للأسرة وبالتالي تدمير المجتمع وانتشار المفاسد، وللحوار أهمية كبيرة في نشر السعادة والتفاهم بين الأزواج فعندما يكون الزوج غليظا وغير مستعد لسماع حديث زوجته وغير لبق فإن الزوجة تلجأ للصمت والابتعاد عن الدائرة التي يوجد فيها، وفي المقابل عندما يجد الرجل من زوجته عصبية زائدة وعنادا وعدم تفهم الأمور فإنه يُحجم عن إجراء أي حديث معها.

بل إنه قد لا يشاركها أي قرارات حتى وإن كانت تخص البيت فيتصرف لوحده وبحسب ما يراه مناسبا وقد يظن بعض الرجال أن الحوار لا يتوافق مع الرجولة، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم أروع مثال على الرجل الذي يحاور زوجاته ويتحملهن وهن كذلك، وكان يخصص لهن وقتا مستقلا لتبادل أطراف الحديث معهن، ومعرفة احتياجاتهن ومشاعرهن على الرغم من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه ونصائح لحوار ناجح بين الزوجين فلا بد من أن يتصف الحوار بعدة صفات من أجل أن يكون إيجابيا وذا نتائج طيبة، ومنها انه يجب على الزوجين التمتع بسعة الصدر وتقبل الرأي الآخر ومحاولة استيعابه وعدم التعصب للرأي الفردي، ويجب أن يكون الاحترام هو أساس الحوار وعدم التعنت ومحاولة النيل من الآخر، فاختلاف وجهات النظر لا يسبب العداوة والبغضاء.

والابتعاد عن المقاطعة أثناء الحديث، وترك المجال أمام المتحدث ليخرج كل ما في قلبه ليرتاح ولتتوضح الأمور، فكم من المشاكل التي حدثت بين الأزواج نتيجة التسرع في الحكم وعدم فهم الزوجين لبعضهما واستخدام الأسلوب الهادئ في الحوار بعيدا عن التعالي أو التكبر في الحديث، واختيار الكلمات المناسبة بعيدا عن استخدام الكلمات النابية التي تترك آثارا سلبية عند الشخص ويجب على الزوجين تحمل كل منهما للآخر، فإذا كان أحدهما غاضبا فمن الأفضل على الآخر أن يستوعبه ويستمع إليه لنهاية حديثه وعدم استفزازه أبدا، وإن من أسباب العنوسة في النساء هو نظر كثير من الفتيات لمن تقدم الخطبة إي أنهن ينظر إلى مكانه الاجتماعيه مالا أو منصبا أو جاه، وإذا لم يكن ذا تام بأن قصر الجاه أو قصر المنصب أو قلة الثروة، فإن هذا المتقدم يرفض ولا يُقبل.

ولو كان ذا خلق ودين، ولو كان وضعه اجتماعي، لكن قلة المال، أو ضعف المكانة الاجتماعية، تجعل بعض الفتيات يرفضنا ذلك الإنسان ولو كان على مستوى من القيم والفضائل والأخلاق الطيبة ومناسبة الوضع الاجتماعي، ومن أسباب ذلك أيضا هو ما يسلكه بعض الأولياء من تعطيل زواج البنات لماذا؟ لأنه يريد أن يستحوذ على مرتباتها ومصالحها المالية، ولا يريد زوجا لبنته لأن مُرتب هذه الفتاة سيأخذها أبوها كله ولا يدع لها شيء منه، بدعوى أنها أنفق عليها من صغرها فهو يريد أن يحسب كل النفقات التي أنفق عليها ليعتاظ بذلك بصداقها، وهذا الجشع العظيم والطمع الزائد دليل على رذالة الأخلاق، وخست النفوس، ودناءتها، فإن إنفاقك عليها دين وطاعة لله، وامتثال لأمر الله، فحمد لله أن تقدم لها كف ترضى دينه وأمانته، ومُرتبها دعه لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى