مقال

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 5″

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع المرأة والرجل في الإسلام، فهو إن كان على قدر جيد من الدين والأخلاق حفظها ورعاها أفضل الرعاية وخاف الله فيها، على عكس من لا يملك دينا أو أخلاقا فمن الممكن أن يؤذيها دون أن تهتز له شعرة، ودون أن يخاف الله فيها والعمل والحالة المادية، يجب أن يملك الزوج عملا يقتات منه ويعيل أسرته وينفق على زوجته وعياله، وأن يكون عمله حلالا لا تشوبه شبهة حرام والرفق واللين في المعاملة، أن يكون قلبه رؤوفا رحيما لكي يكون خير زوج لأن هذه الصفة تدل على أنه سيكون رفيقا مع زوجته رؤوفا ورحيما بها وتحمل المسؤولية، فالزواج مؤسسة تحتاج من الرجل أن يكون على قدر عال من تحمل أعباء المنزل والأسرة والعيال، فإن لم تتوافر فيه هذه الصفة كيف سيعتني ويحافظ على بيته وأسرته وأبنائة والعائلة والأسرة الطيبة.

 

التي تربى على يديها، فالأسرة لها أشد التأثير على تربية الشخص وأخلاقه، فيجب على المرأة اختيار الزوج المستقبلي من أسرة وبيئة طيبة وأصيلة، وكذلك أيضا الشكل والمظهر الخارجي للرجل، بحيث يكون شكله يسرّ المرأة كلما نظرت إليه ووقع بصرها عليه، وليس شرطا أن يكون على قدر عظيم من الجمال، إنما أن تتحقق السكينة والراحة والطمأنينة والألفة لدى المرأة كلما نظرت إليه والعلم والثقافة، من أهم الصفات أن يكون على قدر جيد من الثقافة والعلم وأن يواكب التطور الواقع في عصرنا، وأن يحرص على التعلم المستمر وأن يطور نفسه ويبني أسرته، فأين وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء والأولياء يحرمون بناتهم وأخواتهم ومن ولاهم الله عليهن من الزواج لأجل متاع زائل ووسخ من أوساخ الدنيا من أجل مال مايلبث أن يموت صاحبه ويتركه.

 

وراء ظهره يستمتع به الورثة من بعده ثم يحاسب هو عليه من أين اكتسبه وفيما أنفقه ،وسيطول به الحساب عند شديد العقاب، فيا ولي الأمر إذا سئلت عن مال ابنتك من أين اكتسبته فماذا سيكون جوابك ؟ هل ستقول يا رب ظلمتها وحرمتها من الزواج من أجل أكل راتبها بغير وجه حق فالويل لك ثم الويل لك، عند شديد العذاب وسريع العقاب، فلا إله إلا الله ما أشد العقاب وما أقسى العذاب، فاتقي النار ولو بشق تمرة فنار جهنم لو ألقيت فيها الجبال الراسيات لذابت من شدة حرها، ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتربية البنات وأنه إذا أحسن تربيتهن كن له بإذن الله حجابا ودرعا من النار، فأين أنت أيها الولي من ذلك الحديث لقد خنت الأمانة وضيعت الولاية فكانت الخاتمة سيئة وتبدلت الجنة بالنار، فيجب عليك أيها المربي الجليل ويا أيها الوالد الكريم أن تحسن إلى موليتك وتكرمها.

 

وتحرص على إعفافها وإحصانها ، وإخراجها من الضيق إلى السعة، ومن العنوسة إلى حياة الزوجية، فاختر لها الزوج الكفء، صاحب الدين والأخلاق، وإياك والمفسدين واللاعبين اللاهين، واحذر المنحرفين والمجرمين، ولا يكن المهر هو همك، فالفتاة ليست سلعة تباع وتشترى، وتعطى لمن يدفع فيها أكثر من الآخر، وليست عنزا حلوبا، تحلبها متى شئت، بل هي إنسانة ذات مشاعر وأحاسيس، لها حق اختيار الزوج المناسب فلا يجوز لك شرعا ولا عرفا أن تكرهها على الزواج ممن لا ترضاه، ويحرم عليك ذلك، ثم هنا أمر مهم يجب أن تأخذه بعين الاعتبار، وهو أن المهر كاملا من حق الفتاة وليس لك فيه شيء من الحق أبدا، فإن أخذته أنت بدون رضى منها فهو سحت حرام عليك، وإن ساومت على ابنتك من أجل أن تحصل على المال من وراء تزويجها.

 

وإن عرقلت مسيرة زواجها بسبب عنادك وتجبرك للحصول على المال من وراء تزويجها، فأنت آثم وعليك التوبة إلى الله عز وجل قبل أن يفاجئك الموت وأنت على حال كلها ظلم وطغيان من أجل حياة فانية زائلة، ولقد كانت المرأة في الجاهلية لا دور لها ولا قيمة لها البتة، فهي كالمتاع تباع وتشترى بل وتدفن حية وعند اليهود كانت إذا حاضت عزلوها فلا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يتحدثون معها بل توضع في معزل عن الناس ويغلق عليها الباب حتى تطهر لأنها قذرة نجسة في رأيهم، وكانت لا ترث ولا يؤخذ برأيها، وقد تطلق أكثر من عشر مرات ويراجعها زوجها متى شاء ومتى أراد دون إذنها أو رضاها، إنها حياة تعيسة شقية كانت تعيشها المرأة في الجاهلية الأولى، وعند الجهلة من الناس في هذه الأزمنة، عند كثير من الدول التي تدعى العلم والتقدم والتطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى