مقال

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد فضل الله عز وجل بعض الأماكن على بعض، وبعض المخلوقات على بعض، وبعض الأزمنة على بعض، ومن تلك الأزمنة التى فضلها الله عز وجل شهر رمضان فهو أفضل شهور السنة، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، إذن هو موسم عظيم للطاعات والقربات، فيجب على كل مسلم أن يستغله في طاعة الله، وألا يكون من المحرومين، وهذا الشهر الكريم، الذى هو ضيف يحل علينا بأنفاسه الخاشعة الزكية، ويقبل علينا ومعه الخير كله، ولم لا وهو شهر الرحمات؟ ولم لا وهو شهر البركات؟ ولم لا وهو شهر تكفير الذنوب والسيئات؟ ولم لا وهو شهر الصيام والقرآن؟ ولم لا وهو شهر الجود والإحسان؟ ولم لا وهو شهر العتق من النيران؟ فإن رمضان شهر الخير والبركة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل شهر رمضان يقول.

“أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم” رواه أحمد والبيهقي والنسائى، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة” رواه البخارى ومسلم وفي رواية أخرى قال “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة” رواه مسلم، وفي رواية أخرى قال “إذا كان أول ليلة من رمضان غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادى يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار، وذلك حتى ينقضي رمضان” رواه الترمذى، وعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال.

” قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة، أى وقاية، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه” رواه البخارى ومسلم، فالصائم يفرح بأن يسر الله له الصيام فصام، ويفرح بأن أعانه الله على الصيام فصام، وإذا لقي ربه عز وجل فيفرح الفرحة الكبرى التي لا شقاء ولا حزن بعدها أبدا، فيتمتع بالنظر إلى وجه ربه الكريم، ومن يسر الله له ذلك فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخارى ومسلم.

إيمانا بالله عز وجل واحتسابا للفضل والأجر من عند الله عز وجل، فيا من جاذبتك أشواك المعاصى قبل رمضان ويا من زلت قدمك في بحر الذنوب قبل رمضان ها هو شهر الطهر قد جاء، وها هو شهر الرحمة قد أهل عليك، وها هو شهر المغفرة قد أقبل عليك، فهيا ضع جبينك وأنفك في التراب ذلا لمولاك، واطرح قلبك بانكسار بين يدى العزيز الغفار، وقل له يا رب، يا رب، يا رب ضيعت فيما مضى، واعترف له بذنبك وقل أنا العبد الذى كسب الذنوب وصدته الأمانى أن يتوب أنا العبد الذى أضحى حزينا على زلاته فزعا كئيبا أنا العبد المسيء عصيت سرا فما لي الآن لا أبدى النحيب أنا العبد المفرط ضاع عمرى فلم أرع الشبيبة والمشيب أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت ألتمس الطبيب ويا خجلاه من قبح اكتسابى إذا ما أبدت الصحف العيوب.

ويا حزناه من حشرى ونشرى بيوم يجعل الولدان شيبا ويا خوفاه من نار تلظى إذا زفرت وأفزعت القلوبا ألا فاقلع وتب واجهد فإنا رأينا كل مجتهد مصيبا وكن للصالحين أخا وخلا وكن في هذه الدنيا غريبا، أنا العبد الفقير ظلمت نفسى وقد وافيت بابكم منيبا أنا المقطوع فارحمنى وصلنى ويسر منك لي فرجا قريبا أنا المضطر أرجو منك عفوا ومن يرجو رضاك فلن يخيبا وقال صلى الله عليه وسلم ” من صام رمضان إيمانا بالله واحتسابا للأجر من الله عز وجل غُفر له ما تقدم من ذنبه” فيا له من فضل ووالله لا يُرحم منه إلا الهالك الخاسر، فقال صلى الله عليه وسلم قال “رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يغفر له” فمن الآن اصدق الله عز وجل، وعاهده على ألا ينسلخ رمضان من بين يديك، إلا وقد غفر الله عز وجل لك، وألا يخرج إلا وأنت حريص مقيم على طاعة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى