مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 10”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 10”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، فأرسل مروان ابن ضبارة في آثارهم في ثلاثة ألاف، فأتبعهم يقتل من تخلف منهم، ومازال وراءهم حتى فرق شملهم، وهلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز، قتله خالد بن مسعود بن جعفر بن خيلد الأزدي، وركب سليمان بن هشام في مواليه وأهل بيته السفن، وساروا إلى السند، ورجع مروان من الموصل فأقام بمنزله بحران، وكان عندما رجع فل الخوارج إليهم، فأشار سليمان بن هشام عليهم أن يرتحلوا عن الموصل، فلا يمكنهم الإقامة بها، ومروان من أمامهم وابن ضبارة من ورائهم، وقطع عنهم المدد ولا يجدوا شيئا يأكلونه، فارتحلوا إلى حلوان ثم إلى الأهواز، فأرسل مروان ابن ضبارة في آثارهم في ثلاثة ألاف، فأتبعهم يقتل من تخلف منهم، ومازال وراءهم حتى فرق شملهم.

 

وهلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز، حيث قتله خالد بن مسعود بن جعفر بن خيلد الأزدي، وركب سليمان بن هشام في مواليه وأهل بيته السفن، وساروا إلى السند، ورجع مروان من الموصل فأقام بمنزله بحران، وعندما طلب الإمام إبراهيم بأن يظهر أبو مسلم الخراساني الدعوة العباسية علانية في خراسان، دخل أبو مسلم خراسان في أول يوم من رمضان فرفع الكتاب إلى سليمان بن كثير الخزاعي وفيه أن أظهر دعوتك ولا تتربص، وسليمان بن كثير الخزاعي كان نقيباً مواليا لبني العباس في خراسان، وعندما تولى أبو مسلم الخراساني إمارة خراسان تسلط على سليمان، وكان أبو مسلم تابعا له أيام الدعوة لبني العباس، فشكى لأبي جعفر المنصور حين قدم إلى خراسان موفدا من قبل أخيه أبي العباس السفاح، فقام أبو مسلم بضرب عنقه.

 

بحجة اتصاله بالعلويين لقلب الحكم، ثم قتل أبو مسلم ابن سليمان لاتهامه بمولاة العلويين أعداء العباسيين، ولعل قتل أبي مسلم لسليمان وابنه دون استشارة أهل الحكم كان أحد أسبابه إقدام المنصور على قتله عام مائه وسبعة وثلاثين من الهجرة بعد توليه الخلافة، فقدموا عليهم أبا مسلم الخراساني داعيا إلى بني العباس، فبعث أبو مسلم دعاته في بلاد خراسان، وأمير خراسان الأموي نصر بن سيار الكناني، مشغول بقتال جديع الكرماني، وشيبان بن سلمة الحروري، وأما عن نصر بن سيار الليثي الكناني، فكان آخر ولاة الأمويين على خراسان، وقد ولاه هشام بن عبد الملك، وكان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان واليا محنكا حازما، فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر.

 

وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة، وأما عن شيبان بن سلمة السدوسي الحروري فهو واحد من غلاة الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، ثم لبس أبو مسلم وسليمان بن كثير وزعماء الدعوة العباسية لباس السواد، وصار شعارهم، وأقبل الناس من كل جانب، وكثر جيشهم، ثم بعث نصر بن سيار خيلا عظيمة لمحاربة أبي مسلم، وذلك بعد ظهوره بثمانية عشر شهرا، وأبو نصر مالك بن الهيثم الخزاعي كان من أوائل أتباع العباسيين وقائد عسكري، وخراساني عربي من قبيلة بني خزاعة.

 

وكان واحدا من أوائل دعاة العباسيين في خراسان، وأخيرا أصبح واحدا من القادة الرئيسيين، وهم النقباء الإثني عشر، وكانت سرية للحركة العباسية، عند اندلاع الثورة العباسية، وقد تم اختياره من قبل القادة العباسيين كقائد معسكر ورئيس الشرطة تحت إمرة القائد العباسي الرئيسي، أبو مسلم، في حين أن ابنه نصر عين كنائبا له، وبهذه الصفة، شارك مالك في معارك الثورة العباسية في خراسان وفي الهجوم الغربي تحت قيادة أبو مسلم، فأرسل أبو مسلم إليهم مالك بن الهيثم الخزاعي، فالتقوا فدعاهم مالك إلى الدخول في دعوتهم فأبوا ذلك، فجاء إلى مالك مدد فقوي فظفر بهم مالك، وكان هذا أول موقف اقتتل فيه جند بني العباس وجند بني أمية، ثم بعد ذلك بعث أبو مسلم خازم بن خزيمة التميمي على مرو الروذ، وقتل عاملها الأموي بشر بن جعفر السعدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى