مقال

الدكروري يكتب عن يوم الشؤم والفجور

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن يوم الشؤم والفجور
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، واستغلوا الشهر وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم وعيد الفصح وعيد القيامة وإن الرياضة وإستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا.

فصارت سوقا للفسوق والعصيان، ومرتعا لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور، وترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وإرتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الإجتماع فكان شرا على شر، ووبالا على وبال، وتراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث.

وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف “أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون” فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته، وكما ظهر من كلام الشيخ علي محفوظ وكلام من نقلنا عنهم في مظاهر هذا العيد الوثني الفرعوني، أنه عيد ينضح بالفجور والفسوق، ويطفح بالشهوات والموبقات، وكل من كتب عن هذا العيد من المعاصرين فيما وقفت عليه من مصادر يذكرون ما فيه من إختلاط، وتهتك في اللباس، وعلاقات محرمة بين الجنسين، ورقص ومجون، إضافة إلى المزامير والطبول وما شاكلها من آلات اللهو.

فيكون قد أنضاف إليه مع كونه تشبها بالوثنيين في شعائرهم جملة من مظاهر الفسق والفجور كافية في التنفير عنه، والتحذير منه، فاللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها، فتنصرهم ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم احفظ هذه الأرض من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم من أرادها وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده تدميرا له، اللهم رد كيده في نحره واجعله عبرة لمن يعتبر، اللهم إنك أنت القوي فأمدنا بقوتك وإنك أنت الحليم فأسبغ علينا حلمك وإنك أنت الرحيم فأنزل علينا سكينتك وإنك أنت الرزاق فامنن علينا بكريم رزقك وإنك أنت العفو فاسترنا بعظيم عفوك، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان وأمدهم بمدد من عندك وجند من جندك واحفظ ديارهم وأموالهم وأهليهم ورد عنهم بقوتك وجبروتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى