مقال

بحيري سرجس الراهب “جزء 2”

بحيري سرجس الراهب “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع بحيري سرجس الراهب، ولكن فى النهايه، قيل أنه قد وردت شكوك حول رواية لقاء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبحيرا الراهب، ومما جاء حول بحيرى هو أنه بعد نزول الوحي، ومشاهدة السيده خديجة رضى الله عنها، ما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم من اضطراب، ذهبت إلى هذا الراهب للاستفسار عن ذلك، فطمأنها إلى أن الوحي قد تنزل عليه، وهدّأها، وهناك أيضا روايات عن لقاء سرجيوس بحيرا بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في جبل سيناء، وعن محاورته النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الشاب في يثرب، وادعاء أن هذا الرسول، وهناك أقاويل كثيره عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن تعلمه من بحيرا الراهب، ولكن يجب أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

لم يلتقي بالراهب بحيرا إلا مرة واحدة وهو طفل عندما سافر به عمه أبو طالب إلي الشام، وهذا معروف مشهور من كتب السيرة والتاريخ، وكان بحيرى الراهب يستقبل القافله القادمه من مكه، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أبو طالب وأشياخ قريش وما علمك بذلك؟ فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقي حجر ولا شجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.

 

ولكن كان هناك حوار بين الراهب وبين النبى صلى الله عليه وسلم، عندما قام إليه بحيرا الراهب، الى النبى صلى الله عليه وسلم، وجعل يسأله عن أشياء من أحواله، فيخبره حتى سأله عن نومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عيناي، ولا ينام قلبي، وجعل ينظر في عينيه إلى الحمرة، ثم قال لقومه أخبروني عن هذه الحمرة تأتي وتذهب، أو لا تفارقه؟ قالوا ما رأيناها فارقته قط، وكلمه أن ينزع جبة عليه حتى نظر إلى ظهره، وإلى خاتم النبوة بين كتفيه عليه السلام مثل زر الحجلة، متواسطا فاقشعرت كل شعرة في رأسه، وقبل موضع خاتم النبوة، وجعلت قريش تقول إن لمحمد عند هذا الراهب لقدرا، وجعل أبو طالب، لما رأى من الراهب، يخاف على ابن أخيه، وثال له إنه كائن لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا، وما ورثنا من آبائنا، وقد أخذ علينا مواثيق.

 

فقال أبو طالب من أخذها عليكم؟ فتبسم الراهب، ثم قال الله أخذها علينا، نزل به عيسى بن مريم، فأقلل اللبث، وارجع به إلى بلد مولده، فإني قد أديت إليك النصيحة، فإن اليهود تطمع أن يكون فيها، ومتى يعلموا أنه من غيرها يحسدوه، قال ورآه رجال من اليهود فأرادوا أن يغتالوه، وعرفوا صفته وهم، زريد، وتمام، ودبيس، وهم من أهل الكتاب كانوا قد هموا وأجمعوا أن يغتالوه، فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه ذلك، وهم يظنون أن بحيرا سيتابعهم على رأيهم، فنهاهم أشد النهي، وقال لهم أتجدون صفته؟ قالوا نعم، قال فما لكم إليه سبيل، فتركوه، وخرج به أبو طالب راجعا سريعا خائفا من اليهود أن يغتالوه، قال وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلؤه الله تعالي، ويحفظه من أمور الجاهلية ومعايبها، لما يريد به من كرامته.

 

وعلى دين قومه حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم جوارا، وأكرمهم مخالطة، وأحسنهم خلقا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأذى، وما رؤي ملاحيا أحدا، ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الصادق الأمين، لما جمع الله له من الأمور الصالحة، فلقد كان الغالب عليه بمكة الصادق الأمين، وهذه القصة لها أصل صحيح بما فيها قوله لم يبقي شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي، كما قال غير واحد من أهل العلم منهم، وأما كيفية السجود؟ فيمكن أن تكون بميلها أو تحركها أو بكيفية أخرى لا نعلمها، كما قال الله تعالى عن سجود هذا الكون لله تعالى وتسبيحه بحمده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى