مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 6”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، وقد ترجم فيه الكتب من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وألف فيه رسائل، وكان خالد من بيت الخلافة في دمشق وبعد أن تنازل أخوه معاوية بن يزيد وطلبها متنازعا عليها مع عبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم، فذهبت إلى مروان بن الحكم واتجه هو إلى طلب العلم، وخصوصا علم الكيمياء فأصبح من أشهر العلماء العرب، وكانت أمه هي أم هاشم فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تعلم خالد بن يزيد هذه الصنعة وهى الكيمياء وقد استحضر من الأقباط المتحدثين بالعربية مثل مريانوس، وشمعون، وإصطفان الإسكندري.

 

 

 

وطلب إليهم نقل علوم الصنعة إلى العربية، وعندما أصبح مروان بن الحكم دائم التحقير من شأن خالد، وكان يكثر من سبه ويعيره بأمه، فلما أخبر خالد أمه بذلك نقمت على مروان الذي أسفر عن حقيقة نواياه باغتصاب الخلافة من ابنها، فتحينت الفرصة للانتقام منه، وفي إحدى الليالي، بينما كان مروان مستغرقا في نومه، وضعت أم خالد وسادة على وجهه، فلم ترفعها حتى مات، وقيل بأنها سقته لبنا دست فيه السم، وكما قيل بأنها أغرت به جواريها فخنقوه، فلما علم ابنه عبد الملك بذلك أراد قتلها، ولكن قومه نصحوه ألا يفعل حتى لا يُعيّر بأن أباه قتلته امرأة، فمات مروان وقد نجح في اخضاع الشام ومصر للأمويين بينما فشل في السيطرة على الحجاز والعراق، وقد تولى ابنه عبد الملك بن مروان الخلافة من بعده.

 

ونجح في القضاء على عبد الله بن الزبير وبسط سيطرته على كافة الدولة الإسلامية وفتح المغرب العربي، وكانت وفاة مروان بن الحكم في الثالث من شهر رمضان سنة خمسه وستين للهجره، وعن عمر بلغ نحو خمسة وستين عاما، وهو لم يكمل العام الأول من خلافته، وبرغم ذلك فقد استطاع أن يؤسس دولة قوية للأمويين في الشام، وتعد خلافته هي البداية الحقيقية للعهد الثاني من الحكم الأموي، وقد تميز عهده، على الرغم من قصره، بالعديد من الإصلاحات والإنجازات العسكرية والسياسية والاقتصادية، فمن الناحية العسكرية استطاع أن ينتزع مصر من قبضة ابن الزبير، كما استطاع أن يحقق انتصارا عسكريا وسياسيا آخر بانتصاره على الضحاك، في موقعة مرج راهط.

 

ومعركة مرج راهط هي معركة دارت بين مروان بن الحكم، الذي بايعه أهل الشام، والضحاك بن قيس، الذي بايعه أهل دمشق وكان يَدعو لبيعة ابن الزبير سرا، وكان ذلك على أرض منطقة مرج راهط، وقد استغرقت المعركة عشرون يوما، ولما رأى مروان رأس الضحاك بن قيس، ساءه ذلك وقال الآن حين كبرت سني ودق عظمي وصرت في مثل ظمء الحمار، أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض، ولما انهزم الناس لحقوا بأجنادهم، فانتهى أهل حمص إليها وعليها النعمان بن بشير، فلما بلغه الخبر خرج هربا ليلا ومعه امرأته نائلة بنت عمارة الكلبي وأولاده، فتردد ليلته كلها، وفي الصباح طلبه أهل حمص، بقيادة عمرو بن الجلي الكلاعي، فقتله ورد أهله والرأس معه.

 

 

وجاءت كلب من أهل حمص فأخذوا نائلة وولدها معها، ولما بلغت الهزيمة زفر بن الحارث الكلابي بقنسرين هرب منها فلحق بقرقيسيا وعليها عياض الحرشي، وكان يزيد ولاه إياها، فطلب منه أن يدخل الحمام ويحلف له بالطلاق والعتاق على أنه حينما يخرج من الحمام لا يقيم بها، فأذن له، فدخلها فغلب عليها وتحصن بها ولم يدخل حمامها، فاجتمعت إليه قبائل قيس عيلان، وكان قد هرب معه إلى قرقيسيا شابين من بني سليم، فجاءت خيل مروان تطلبه، فقال الشابين لزفر انجو بنفسك فإنا نحن مقتولين هنا بدلا عنك، فمضى زفر وتركهما فقتلا، وهرب ناتل بن قيس الجذامي عن فلسطين فلحق بابن الزبير بمكة، واستعمل مروان بعده على فلسطين روح بن زنباع واستوثقت الشام لمروان واستعمل عماله عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى