مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 7”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، ثم بعث مروان بعث جيشا إلى المدينة بقيادة حبيش بن دلجة القيني، فسار بهم حتى انتهى للمدينة وعليها جابر بن الأسود بن عوف ابن أخي الصحابي عبد الرحمن بن عوف من قبل ابن الزبير، فهرب جابر من المدينة، ثم إن الحارث بن أبي ربيعة والي البصرة لأبن الزبير، أرسل جيشا من البصرة لنصرة ابن الزبير وجعل عليهم الحنيف بن السجف التيمي لحرب حبيش، فلما سمع بهم حبيش سار لهم من المدينة، وأرسل عبد الله بن الزبير، العباس بن سهل بن سعد الساعدي إلى المدينة أميرا وأمره أن يسير في طلب جيش حبيش حتى يوافي الجند من أهل البصرة الذين عليهم الحنيف، فأقبل عباس في آثارهم حتى لحقهم بالربذة، فقاتلهم حبيش، فرماه يزيد بن سنان بسهم فقتله.

 

وكان مع حبيش بن دلجة يومئذ يوسف بن الحكم الثقفي وابنه الحجاج، وهما على جمل واحد، وانهزم جيش حبيش، فأسر منهم العباس خمسمائة بالمدينة، فقال العباس بن سهل انزلوا على حكمي، فنزلوا، فقتلهم، ورجع فل حبيش للشام، ولما دخل يزيد بن سنان المدينة كان عليه ثياب بيض فاسودت مما صبوا عليه من الطيب، وانتهت بنصر مروان بن الحكم في عام أربعه وستين من الهجره، وقد كان لهذه المعركة دور هام في استتباب أمور الدولة الأموية لمروان بن الحكم والقضاء على خصمه عبد الله بن الزبير، وذلك ليُصبح لاحقا الخليفة، كذلك استطاع مروان أن ينقل الخلافة من البيت السفياني إلى البيت المرواني في عملية سياسية، ربما تعد أول انقلاب سلمي في التاريخ الإسلامي، وكما عُني مروان بالإصلاح الاقتصادي، وإليه يرجع الفضل في ضبط المكاييل والأوزان، وهو ما ضبط عملية البيع والشراء حتى لا يقع فيها الغبن أو الغش،

 

وكان بعد أن أقام مروان بدير أيوب مدة حتى بايع لابنه عبد الله ثم عبيد الله بولاية العهد وزوجهما ابنتي هشام بن عبد الملك، وهما السيده أم هشام وعائشة، وكان مجمعا حافلا وعقدا هائلا، ومبايعة عامة، ولكن لم تكن في نفس الأمر تامة، ثم ذهب مروان إلى دمشق، وأمر بثابت وأصحابه أن يصلبوا على أبواب البلد، ولم يستبقي منهم أحد إلا واحدا وهو عمر بن الحارث الكلبي، وكان عنده فيما زعم علم بودائع كان ثابت بن نعيم أودعها عند أقوام، وكان مروان في دير أيوب فبايع لابنيه عبيد الله وعبد الله وزوجهما ابنتي هشام بن عبد الملك واستقام له الشام ما عدا تدمر، وتدمر هى مدينة أثرية ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث تقع حاليا في محافظة حمص.

 

بالجزء الأوسط من دولة سوريا، ويعود تاريخ المدينة القديم إلى العصر الحجري الحديث، وكانت تدمر مدينة كبيرة الثراء بفضل موقعها، الذي كان يقع عند نقطة تقاطع عدة طرق تجارية في العالم القديم، وقد اشتهر التدمريون بمدن كثيرة أقاموها على طريق الحرير، وهو أحد أهم الطرق التجارية القديمة والذي امتد من الصين غربا إلى أوروبا شرقا، وكما ساعدتهم علاقاتهم التجارية مع الإمبراطورية الرومانية، وقد خولتهم أرباح تجارتهم لتعمير أبنية هائلة في مدينة تدمر، وكان الخليفه مران قد سار إليها فنزل القسطل وبينه وبين تدمر أيام وكانوا قد عوروا المياه فاستعمل القرب والإبل، فكلمه الأبرش بن الوليد الكلبي، وكان الأبرش كاتب هشام بن عبد الملك الخليفة الأسبق.

 

وكان أهل تدمر قومه من بنو كلب فسأله أن يرسله إليهم أولا ليثنيهم عن الثورة، فبعث عمرو بن الوليد أخو الأبرش، فلما قدم عليهم لم يسمعوا له فرجع، فأراد مروان أن يبعث الجنود، فسأله الأبرش أن يذهب لهم بنفسه فأرسله، فلما قدم عليهم الأبرش استمالهم إلى الطاعة، فأجابه أكثرهم وامتنع بعضهم، وهرب نفر منهم إلى البرية ممن لم يثق بمروان ورجع الأبرش إلى مروان ومعه من أطاع بعد أن هدم سورها، وكان مروان قد أرسل يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق لقتال الضحاك الخارجي وضرب على أهل الشام بعثا وأمرهم باللحاق بيزيد وسار مروان إلى الرصافة فاستأذنه سليمان بن هشام لقيم أياما ليقوى من معه ويستريح ظهره، فأذن له، وكان الضحاك بن قيس الشباني هو زعيم ثورة الخوارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى