مقال

الصحابي ثابت أبو الدحداح ” جزء 2″

الصحابي ثابت أبو الدحداح ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع الصحابي ثابن أبو الدحداح، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتها كثيرمن الصحابة ومنهم ابي الدحداح ففكر نخلة في الدنيا تموت اليوم او غدا بنخلة في الجنة، منها طوبي يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، ثم قام وقال ” يا رسول الله ارأيت ان اشتريت النخلة هذة ثم اعطيتها للفتى أيكون عندي نخلة في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “نعم” وبدأ ابو الدحداح يفكر فيما عنده من الاموال يستطيع بها ان يغري صاحب النخلة ليستخرجها منه الى ملكه ثم يعطيها الى الغلام فتذكر بستانه الذي يتمناه اكثر التجار بستان فيه ستمائة نخلة، وبئر، وبيت فقال ابو الدحداح لصاحب النخلة “اتعرف بستاني الذي في مكان كذا؟” قال”نعم، وهل يجهله احد، فقال أبو الدحداح له خذ بستاني كله واعطني النخلة، فنظر الرجل الى ابي الدحداح.

 

ثم التفت الى الناس فهم يشهدون على ذلك فقال “نعم، اخذت البستان واعطيتك النخلة ” فالتفت ابو الدحداح الى الفتى اليتيم وقال له، النخلة مني اليك خذها واذهب، ثم التفت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” يا رسول الله الان عندي نخلة في الجنة ؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “كم من عذق رداح لابي الدحداح في الجنة، كم من عذق رداح، ملئ بالثمار، لابي الدحداح في الجنة ” ثم ذهب أبو الدحداح الى بستانه حتى يُخرج منه بعض اغراضه حتى وصل الى باب البستان فسمع صوت زوجته واولاده يلعبون داخل البستان فأراد ان يدخل فما تحملت نفسه ذلك، كيف يقول لهم اخرجوا الان، وما عندنا بستان، فما استطاع ان يُخبرهم بان البستان الذي ظل يجمع الاموال لشرائه طوال تلك السنين ذهب في طرفة عين، وصاح باعلى صوته وهو في الخارج.

 

وقال” يا أم الدحاح” فقالت له “لبيك يا ابي الدحداح” فقال لها اخرجي من البستان، قالت، اخرج من البستان، قال “نعم لقد بعته” قالت “بعته ؟ بعت البستان با ابا الدحداح، بعته لمن؟” قال “بعته لربي بنخلة في الجنة” قالت، الله اكبر، ربح البيع يا ابا الدحداح، ربح البيع يا ابا الدحداح، ثم اخذت اطفالها تخرجهم فلما وصلوا الى باب البستان فتشت جيوبهم فمن كان معه شئ من تمر اخذته منه ووضعته في البستان وقالت “هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين” وحينها اخذ احد اطفالها الصغار تمرة ووضعها في فيه ففتحت فمه واخرجتها ووضعتها وقالت “هذه ليست لنا، هذة لله رب العالمين” ثم خرجوا من البستان، وقد أخرج أبو نعيم من طريق فضيل بن عياض، عن سفيان، عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه أن أبا الدحداح قال لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواري، فإني بعثت بخراب الدنيا، ولم أبعث بعمارتها” وروى الواقدي عن عبد الله بن عامر قال، قال ثابت بن الدحداح يوم أحد والمسلمون أوزاع “يا معشر الأنصار إليَّ إليَّ، إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم” فنهض إليه نفر من الأنصار، فجعل يحمل بمن معه، وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة، فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه، وشهد أبو الدرداء غزوة أحد وطعنه خالد بن الوليد برمح فأنفذه وقيل إنه مات على فراشه مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، ولما توفي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي.

 

فقال “هل كان له فيكم نسب؟” قال لا، فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن المنذر، وأنه يكنى أبا الدحداح وأنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فبنى أبو عمر على أنه هذا، والحق أنه غيره، وهذا ينبغي أن يكون لثابت، فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد فقيل ومات بها، وقيل عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة، وهو الراجح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى