مقال

بداية ظهور الخلافة الأموية ” جزء 2″ 

بداية ظهور الخلافة الأموية ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع بداية ظهور الخلافة الأموية، وقد أسستها مدينة إغريقية قديمة تسمى ميغارا، وقد سميت على اسم بيزاس ابن نيسوس ملك ميغارا، وقد جعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية وهى الإمبراطورية البيزنطية وأصبح يطلق عليها القسطنطينية نسبة للإمبراطور قسطنطين مؤسس الإمبراطورية، وكان محمد الفاتح العثماني قد فتحها بعد ذلك وأطلق عليها إسلام بول، ثم أطلق عليها العثمانيون الآستانة، وحاليا يطلق عليها إسطنبول، وقد جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية.

 

ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرة، ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي تم فتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وتم قتله، وكانت نهاية الدولة الأموية، وقد بقي الخلفاء من بني أمية يتعاقبون على حكمها حتى سقطت عقب معركة الزاب عام مائة واثنين وثلاثين من الهجره، ومعركة الزاب الكبرى أو معركة الزاب الأعلى وقعت في الحادى عشر من شهر جمادى الآخرة عام مائة واثنين وثلاثين من الهجره، بالقرب من نهر الزاب الكبير.

 

وهو أحد روافد نهر دجلة، ويقع في شمال العراق، وقد قعت المعركة بين الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد الأموي، وعبد الله بن علي العباسي، حيث التقى الجيشان في منطقة الزاب بين الموصل وأربيل، فانهزم جيش مروان وفر إلى مصر حيث تم قتله في مدينة أبي صير فكان آخر خلفاء بني أمية في الشام، وبمقتله انتهت عمليا الخلافة الأموية ولذلك تعد إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، ولم ينجو من الأمويين إلا عبد الرحمن بن معاوية المُلقب بعبد الرحمن الداخل، الذي بدوره فر إلى الأندلس وأسس الدولة الأموية الثانية بها، وكان ذلك على يد العباسيين، وقد بلغت الدولة الأموية أوج قوتها وعظمتها وإتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك إذ امتدت من الصين والهند شرقا حتى بلاد الغال غربا وهى فرنسا حاليا.

 

ومن بلاد القوقاز والأناضول وهى جورجيا وتركيا حاليا، وسواحل إيطاليا شمالا حتى أرض الحبشة وهى إثيوبيا حاليا، وغابات إفريقيا جنوبا، وكما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد، وكان بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب ابن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزمه وقتله في مكة سنة ثلاثه وسبعين من الهجره، فاستقرت الدولة مجددا، وقد جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفتحت الأندلس بكاملها، وفتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي، خلفه سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطا في مرج دابق، لإدارة حصار القسطنطينية، والفسطنطينيه هى عاصمة الإمبراطورية الرومانية وهى أيضا كانت عاصمة الدولة البيزنطية.

 

حين فُتحت على يد العثمانيين بعد محاولات عدة، فدخل محمد الفاتح القسطنطينية، وأطلق عليها إسلامبول أو الآستانة، وبدخوله أصبحت المدينة عاصمة السلطنة العثمانية، ثم الخليفة هشام بن عبد الملك، الذي فتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، وكان بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية على أنقاضها، قد فر عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس وأسس الدولة الأموية فيها من جديد وحكم بصفته كأمير، وظل على ذلك هو وأبناءه وأحفاده، حتى عهد حفيده عبد الرحمن بن محمد الذي أعلن نفسه خليفة في قرطبة ولقَب نفسه بالناصر لدين الله في غرة ذي الحجة من عام ثلاث مائه وستة عشر من الهجره، وبقي على ذلك حتى وفاته، ثم خلفه أبناءه وحكموا بنفس النظام حتى سقوط الدولة نهائيا في عام ربعمائه واثنين وعشرين من الهجره، وكان آخر خلفاءها هشام المعتد بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى