مقال

قاتل الحسين عبيد الله بن زياد.

قاتل الحسين عبيد الله بن زياد.

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

عبيد الله بن زياد بن أبيه، ويلقب بأبي حفص،هو والي العراق ليزيد بن معاوية، وقد ولي البصرة سنة خمسة وخمسين من الهجره، وكان قد ولى يزيد بن معاوية ابن عمه عبيدالله على البصرة والكوفة ليقضي على ثورة آل البيت وقضي عليها وصار حاكم عليها حتى موت يزيد بن معاوية، وبعد موت يزيد وتولي معاوية بن يزيد الخلافة على دمشق وابن الزبير على كل العالم الإسلامي، فر عبيدالله إلى دمشق، وقيل أنه ذهب عبيد الله بن زياد بحملة مع خمسة عشر ألاف من المحاربين، وذلك لإسترداد العراق من مصعب بن الزبير والي العراق لأخيه عبد الله بن الزبير لكنه تفاجأ بأعداء جدد وهم فرقة سليمان بن صرد المعروفون بالتوابين، وفرقة المختار فهزم عبيد الله التوابين، لكنه بعد سنتين تم هزيمتة أمام فرقة المختار بن أبي عبيد الثقفي عام سبعة وستين هجريا.

 

وقيل أنه عندما ولي عبيد الله بن زياد، خراسان كان عمره اثنين وعشرين سنة، وسار بجيش مكون من عشرين الف جندي على الأبل فأفتتحوا بيكند ونسف و رامدين وهي حاميات مملكة بخاري، وكان معه زياد بن عثمان الثقفي والمهلب بن أبي صفرة الأزدي في فتوحاته، فكان أول عربي قطع جيحون، وفتح بيكند وغيرها، هو الذي أمر بقتل الإمام الحسين بن علي، وقتله إبراهيم بن الأشتر النخعي سنة سبعة وستين من الهجره، في معركة معركة الخازر،وقتل عبيد الله بن زياد سنة سبعة وستين من الهجره، على يدي إبراهيم بن الأشتر النخعي، الذي كان قد خرج من الكوفة في ذي الحجة من عام ستة وستين من الهجره، قاصدا ابن زياد في أرض الموصل، فالتقيا بمكان يقال له الخازر، فباغت ابن الأشتر جيش ابن زياد، وأخذ يحرض جنده قائلا.

 

هذا قاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جاءكم الله به وأمكنكم الله منه اليوم، فعليكم به، فإنه قد فعل في ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يفعله فرعون في بني إسرائيل، وهذا ابن زياد قاتل الحسين الذي حال بينه وبين ماء الفرات أن يشرب منه هو وأولاده ونساؤه، ومنعه أن ينصرف إلى بلده أو يأتي يزيد بن معاوية حتى قتله، ويحكم، اشفوا صدوركم منه، وارووا رماحكم وسيوفكم من دمه، هذا الذي فعل في آل نبيكم ما فعل، قد جاءكم الله به، وأقبل ابن زياد في جيش كثيف، على ميمنته حصين بن نمير وعلى الميسرة عمير بن الحباب السلمي، الذي كان قد اجتمع بابن الأشتر ووعده أنه معه وأنه سينهزم بالناس غدا، وعلى الخيل شرحبيل بن ذي الكلاع، وابن زياد في الرجالة يمشي معهم، وعندما التقى الجيشان حمل حصين بن نمير.

 

بالميمنة على ميسرة جيش ابن الأشتر فهزمها، وقتل أميرها علي بن مالك الجشمي فأخذ رايته من بعده ولده قرة بن علي فقُتل أيضا، واستمرت الميسرة ذاهبة، فجعل ابن الأشتر يناديهم إلي يا شرطة الله، أنا ابن الأشتر، وقد كشف عن رأسه ليعرفوه فاجتمعوا إليه، ثم حملت ميمنة أهل الكوفة على ميسرة أهل الشام وقيل بل انهزمت ميسرة أهل الشام وانحازت إلى ابن الأشتر، واشتد القتال، فانهزم جيش الشام، وثبت عبيد الله بن زياد في موقفه حتى اجتاز به ابن الأشتر فقتله، وهو لا يعرفه، لكن قال لأصحابه التمسوا في القتلى رجلا ضربته بالسيف فنفحني منه ريح المسك، شرقت يداه وغربت رجلاه وهو واقف عند راية منفردة على شاطئ نهر خازر، فالتمسوه فإذا هو عبيد الله بن زياد وإذا هو قد ضربه ابن الأشتر فقطعه نصفين، فاحتزوا رأسه وبعثوه إلى المختار.

 

إلى الكوفة مع البشارة بالنصر والظفر بأهل الشام، وقتل من رءوس أهل الشام أيضا حصين بن نمير، وشرحبيل بن ذي الكلاع، وأتبع الكوفيون أهل الشام فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم أكثر ممن قتل، واحتازوا ما كان في معسكرهم من الأموال والخيول، وقيل أنه لما مات معقل بن يسار صلى عليه عبيد الله بن زياد ولم يشهد دفنه، واعتذر بما ليس يجدي شيئا وركب إلى قصره، ومن جراءته إقدامه على الأمر بإحضار الحسين إلى بين يديه وإن قتل دون ذلك، وكان الواجب عليه أن يجيبه إلى سؤاله الذي سأله فيما طلب من ذهابه إلى يزيد أو إلى مكة أو إلى أحد الثغور، فلما أشار عليه شمر بن ذي الجوشن بأن الحزم أن يحضر عندك وأنت تسيره بعد ذلك إلى حيث شئت من هذه الخصال أو غيرها، فوافق على رأي شمر على ما أشار به من إحضاره بين يدية.

 

فأبى الحسين أن يحضر عنده ليقضي فيه بما يراه ابن زياد، ولما مات يزيد بن معاوية بايع الناس في الكوفة والبصرة لعبيد الله بن زياد حتى يجتمع الناس على إمام، ثم خرجوا عليه فأخرجوه من بين أظهرهم، فسار إلى الشام فاجتمع بمروان بن الحكم، وزين له أن يتولى الخلافة ويدعو إلى نفسه ففعل ذلك، وخالف الضحاك بن قيس الفهري، ثم انطلق عبيد الله إلى الضحاك بن قيس فما زال به يكايده حتى أخرجه من دمشق إلى مرج راهط، ثم زين للضحاك أن يدعوا إلى نفسه بالبيعة وخلع ابن الزبير ففعل، فانحل نظامه ووقع ما وقع بمرج راهط، من قتل الضحاك وخلق معه هنالك، فلما تولى مروان أرسل ابن زياد إلى العراق في جيش فالتقى هو جيش التوابين مع سليمان بن صرد فكسرهم، واستمر قاصدا الكوفة في ذلك الجيش.

 

فتعوق في الطريق بسبب من كان يمانعه من أهل الجزيرة الفراتية من القبائل القيسية الذين يناصرون ابن الزبير، ثم اتفق خروج إبراهيم بن الأشتر النخعي إليه في سبعة آلاف، وكان مع ابن زياد أضعاف ذلك، ولكن ظفر به ابن الأشتر فقتله شر قتلة على شاطئ نهر الخازر، وكان قريبا من الموصل بخمس مراحل، ثم بعث ابن الأشتر برأسه إلى المختار بن أبي عبيد ومعه رأس الحصين بن نمير، وشرحبيل بن ذي الكلاع وجماعة من رؤساء أصحابهم، فسر بذلك المختار، وقيل أنه كانت في ابن زياد جرأة وإقدام ومبادرة إلى ما لا يجوز، وما لا حاجة له به، ولما ثبت في الحديث الذي رواه أبو يعلى ومسلم، عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد فقال أي بني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى