مقال

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 4″

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع معركة كربلاء ومقتل الحسين، وقام الخليفة يزيد بتنصيب والي آخر، كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد الذي وحسب المصادر قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للإمام الحسين أو انتظار قدوم الجيش الأموي ليبيدهم على بكرة أبيهم، وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرقون عن مبعوث الحسين، ومسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله، وقيل أن الإمام الحسين لما علم بمقتل مسلم بن عقيل وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته، قرر العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم بن عقيل أصرّوا على المضي قدما للأخذ بثأره، فلم يجد الحسين بدا من مطاوعتهم وقيل أن أبناء مسلم بن عقيل قالوا والله لانرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل، ثم قال الحسين لا خير في الحياة بعدكم، فسار معهم.

 

واستمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه أربعة ألاف مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم، وفي اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس، وكانت قوات الحسين تتألف من أثنين وثلاثين فارسا وأربعون راجلا وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أياما يعانون العطش، وبدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام.

 

وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين، واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر وهم ولده علي الأكبر وأخوته، عبد الله وعثمان وجعفر ومحمد، وأبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، وابن أخته زينب، وعون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل.

 

وعبد الله بن عقيل، وبدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الحسين جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع صريعا ولم يبقى في الميدان سوى الإمام الحسين الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الإمام الحسين وقام بعدها شمر بن ذي جوشن بفصل رأس الحسين عن جسده بضربة سيف وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر ستة وخمسين سنة، وكان عمر بن سعد بن أبى وقاص هو قائد جيش “يزيد” وهو عمر ابن الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص، والغريب أن عمر بن سعد لم يخرج ابتداء لقتال الحسين، لكنه كان خارجا لقتال الديلم فى أربعة آلاف مقاتل، فلما بلغ ابن زياد أمر الحسين سيره إليه.

 

وقال له قاتل حسينا فإذا انتهيت فانصرف إلى الديلم، وهناك نقطة مثيرة للجدل هي الموضع الذي دفن به رأس الحسين بن علي رضى الله عنه فهنالك العديد من الآراء حول هذا الموضوع ومنها أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء وهو مع عليه جمهور الشيعة حيث الاعتقاد بأن الرأس عاد مع السيدة زينب إلى كربلاء بعد أربعين يوما من المقتل أي يوم عشرين من شهر صفر وهو يوم الأربعين الذي يجدد فيه الشيعة حزنهم، وقيل أن موضع الرأس بالشام وهو على حسب بعض الروايات التي تذكر أن الأمويين ظلوا محتفظين بالرأس يتفاخرون به أمام الزائرين حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس واكرامه، ومازال المقام هناك إلى اليوم يزار، وقيل أن موضع الرأس بعسقلان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى