مقال

الدكرورى يتكلم عن القائد الفاتح عقبة إبن نافع ” جزء 1″

الدكرورى يتكلم عن القائد الفاتح عقبة إبن نافع ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــرورى

 

القائد الفاتح عقبة بن نافع بن عبد القيس من القادة العرب والفاتحين لبلاد الله في صدر الإسلام، واشتهر تاريخيا باسم مرنك إفريقية، وهو الاسم العربي لشمال قارة إفريقيا، وقد ولد عقبة بن نافع رضي الله عنه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بعام واحد قبل الهجرة، وكانت أمه من قبيلة المعز من بني ربيعة، أي أنها من العدنانيين، ولذلك ولد عقبة ونشأ في بيئة إسلامية، وهو صحابي بالمولد ، لأنه وُلد على عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد نشأ عقبة بن نافع تحت شمس الصحراء المحرقة، وفي جوها اللافح الذي يشب فيها الرجال أقوياء، وأبوه نافع بن عبد القيس الفهري، أحد أشراف مكة وأبطالها المعدودين، وكان اسم عقبة يُطلق على عدد قليل من الفرسان الشجعان، فعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرى، ولد قبل الهجرة بسنة.

 

وكان أبوه قد أسلم قديما، لذلك فقد ولد عقبة ونشأ في بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل عمرو بن العاص من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة، ولقد برز اسم عقبة بن نافع مبكرا على ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اشترك هو وأبوه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه، ولقد توسم فيه عمرو بن العاص أنه سيكون له شأن كبير ودور في حركة الفتح الإسلامي على الجبهة الغربية، لذلك أسند إليه مهمة صعبة وهى قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، ومعلوم عند العسكريين أن سلاح الاستطلاع هو أخطر وأهم سلاح.

 

في أي جيش، لأنه هو الذي يحدد طريقة الهجوم بين الشجاعة والقوة والذكاء الشديد وحسن التصرف في المواقف الصعبة، وكلها خصال توفرت في عقبة بن نافع وأدركها عمرو بن العاص فيه، لذلك عندما عاد عمرو بن العاص إلى مصر بعد فتح تونس، جعل عقبة بن نافع والي عليها على الرغم من وجود العديد من القادة الأكفاء والصحابة الكبار، مما يدل على نجابة هذا البطل الشاب أرسل عمرو بن العاص والى مصر البطل الشاب عقبة بن نافع إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد، ثم أسند إليه عمرو بن العاص مهمة في غاية الخطورة، وهي تأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، فقاد القائد عقبة بن نافع كتيبة قتالية على أعلى مستوى قتالي.

 

للتصدي لأي هجوم مباغت على المسلمين، وتعاقبت عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص، منهم عبد الله بن أبى السرح ومحمد بن أبى بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، كلهم أقر، بأن يكون عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة وظل عقبة بن نافع في منصبه الخطير كقائد للحامية الإسلامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضي الله عنهما، ونأى بنفسه عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وجعل شغله الشاغل الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد عادية الروم، فلما استقرت الأمور وأصبح معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين، أصبح معاوية بن حديج والي على مصر، وكان أول قرار أخذه هو إرسال عقبة بن نافع إلى الشمال الأفريقي لبداية حملة جهادية قوية وجديدة لمواصلة الفتح الإسلامي.

 

الذي توقفت حركته أثناء الفتنة وذلك سنة تسع وأربعون من الهجرة، وكانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها ودان وأفريقية وجرمة وقصور خاوار، فانطلق الأسد العنيف عقبة ورجاله الأشداء على هذه القرى الغادر أهلها وأدبهم أشد تأديب، فقطع أذن ملك ودان، وأصبع ملك قصور كوار حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة المسلمين مرة أخرى، مع العلم أن هذا الأمر لا يجوز شرعا لأنه مثله ولكن عقبة اجتهد في تأديبهم بما يردعهم عن المعاودة للخلاف وبعد أن طهر عقبة المنطقة الممتدة من حدود مصر الغربية إلى بلاد أفريقية تونس من الأعداء والمخالفين، أقدم عقبة على التغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في حرب الصاعقة الصحراوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى