مقال

الدكرورى يكتب عن المسجد الأقصي “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن المسجد الأقصي “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع المسجد الأقصي، وأما عن باب الأسباط، وهو إحدى الأبواب المفتوحة الرئيسة لدخول المصلين إلى المسجد الأقصى، ويسمى باب الأسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبين بابه، وإن من أوائل من أسسس الدولة الإسرائيلية ويقال أنه “لا قيمة لليهود بدون إسرائيل، ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل” وعليه فالصهاينة يحاولون طمس معالم الهوية الإسلامية للقدس، إذ أن اليهود الصهاينة صنعوا كذبة صدقها الجميع، وهي أن المسجد الأقصى بُني على أنقاض هيكل نبي الله سليمان عليه السلام، وهو الهيكل المزعوم ولذا فهي في نظرهم حق ديني، ولكن المسجد الأقصى حق للمسلمين فهو إرث واجب الحفظ، ويجب على الأمة كلها علماء وكتاب ومربين ودعاة أن يعدوا الأمة للقيام بدورها تجاه المسجد الأقصى المبارك.

 

وللمسجد الأقصى أهمية كبيرة ومكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية وقلوب المسلمين، لذلك اهتم المسلمون بعمارة وترميم المسجد الأقصى اهتماما كبيرا على مدى الأزمنة والعصور حتى يومنا هذا وحرص جميع من تولى أمره أن يترك به أثرا، وقد كان للهاشميون دور كبير في إعادة بناء المسجد الأقصى حيث أنهم قاموا برتميمه ثلاث مرات خلال القرن العشرين، ولقد جعل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الصلاة فرقا بين الإسلام والكفر، فمن تركها فقد حبط عمله، والصلاة فريضة ليست مرتبطة بموسم كالحج مثلا، أو الصوم في رمضان، ولا موقوفة على مناسبة ليست في العمر مرة ولا في العام مرة، لكنها في اليوم والليلة خمس مرات مفروضة على كل مسلم مكلف غني وفقير، صحيح ومريض، ذكر وأنثى، مسافر ومقيم.

 

في الأمن والخوف، لا يستثنى منها مسلم مكلف، ما عدا الحائض والنفساء، وكان الإعمار الأول فى المسجد الأقصى، قد قام به الملك حسين بن علي وابنه الملك عبد الله، حيث قاما بتجديد عمارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكان الإعمار الثاني، تم تشكيل لجنة لإعمار المقدسات الإسلامية في عهد الملك الحسين بن طلال واشتمل هذا الإعمار على ترميم الجدران الخارجية والأسقف والجدران الداخلية والخارجية للمسجد، وتركيب أعمدة رخامية ونوافذ من الزجاج الملون، كما تم تركيب قبة خارجية لقبة الصخرة مصنوعة من الألمنيوم لونها ذهبي، وتم تركيب رخام للجدران وإعادة ترميم الفسيفساء كما تم نقش وزخرفة سورة يس والإسراء على البلاط القيشاني، وقد كان الإعمار الثالث، وقد أمر بهذا الإعمار الملك الحسين بن طلال بعد تعرض المسجد الأقصى للحريق.

 

وشمل هذا الإعمار المسجد المبارك وقبة الصخرة وقبة السلاسل، والمتحف الإسلامي، وباب الرحمة، ومنبر صلاح الدين، وأما من الذي بنى المسجد الأقصى، فلم يثبت على وجه التحديد من الذي بنى المسجد الأقصى أولا، ولكن ورد في أحاديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عاما، وقد اختلف المؤرخون في تحديد بانيه، فمنهم من رجّح أن الملائكة هي من بنته، ومنهم من قال إنه أبونا آدم عليه السلام، وتضاربت الأقاويل بين شيث بن آدم، وسام ابن نوح، أو خليل الله إبراهيم عليه السلام، ويرجّح عبد الله بن معروف أن من بناه هو آدم، وأن بناءه اقتصر على تحديد مساحته وحدوده فقط، وقد ثبت أن اليبوسيين هم من بنوا جداره الجنوبي عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد، وكانوا هم من استوطن القدس وبنوها.

 

أما قبل ذلك فلم يكن هناك أخبار عنه، وبعد مدة قدم نبي الله إبراهيم عليه السلام فبنى المسجد، وصلى فيه، وبقي هناك وكذلك الأمر لاسحاق ويعقوب عليهما السلام، وبعد ذلك أصبحت القدس تحت سيطرة الفراعنة، وبعد ذلك القوم العمالقة، ثم أتى نبي الله داود عليه السلام مع بني إسرائيل فأعاد بنائه ووسعه، وبعد استلام نبي الله سليمان عليه السلام الحكم عمّره مرة أخرى، ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لمَّا فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثا أن يؤتيه حُكما يصادف حُكمه ومُلكا لا ينبغي لأحد من بعده وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما اثنتين فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة ” وهذا الحديث إسناده صحيح أو حسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى