مقال

الدكروري يكتب عن المسلم العاقل الحازم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المسلم العاقل الحازم

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن المسلم العاقل الحازم هو الذي يتوق إلى رضا الله ورضوانه، ويعلم أن طريق ذلك جد وعمل، واجتهاد ومثابرة، واغتنام الأوقات بما يرضي الله تعالى من الصالحات، وفعل الخيرات، فيبادر ويسارع قبل انصرام العمر، وحلول الأجل، وإن طول العمر، مع حسن العمل، لمن علامات سعادة الإنسان، فالمؤمن لا يزيده طول العمر إلا خيرا، فهو يتوب من الزلات والخطايا، ويتزود من الصالحات والحسنات، ويكون المؤمن أكثر عقلا وفقها وأكثر إدراكا، فلا تزيد الأيام العبد المؤمن الصالح إلا خيرا بإذن الله عز وجل فالأعوام والشهور والأيام والساعات تمضي وتنقضي وهي رأس مال الإنسان في هذه الحياة الفانية، فالسعيد من اغتنمها في الطاعات وشغلها في إرضاء رب الأرض والسموات.

 

والشقي من ضيعها في المنكرات وأهدرها في المعاصي والمحرمات، وإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما أن يجعله ممن طال عمره في طاعة، وذلك من أجل أن يكون من خير الناس، فيا من أطال الله عمره وأمدّ بقاءه فجاوزت الشهور والسنين ولا تدري متى الرحيل، فإن كنت ممن وفقت للخيرات فاشكر الله على الفضل الكبير، واحمده على الخير الكثير، وسله سبحانه الإخلاص والثبات حتى الممات، وإن كنت من أهل التقصير والتفريط، وضاع وقتك فيما لا ينفع، فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان، فأبوابها ولله الحمد مفتوحة للتائبين، واغتنم ما بقي من حياتك في طاعة ربك وإرضاء خالقك، واعلم أن الذين أضاعوا أعمارهم في غير طاعة، وأفنوا حياتهم بغير توحيد.

 

ولا إيمان، فهؤلاء باؤوا بالخسران المبين، وإن المشكلة تكمن في عدم معرفة قيمة الوقت، والوقت سريع التقضي، أبي التأتي، لا يرجع مطلقا، والعاقل هو الذي يفعل ما يغتنم به وقته، وقال بعض أهل العلم ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ثم ليس فقط انتهاز العمر بالطاعات، واغتنام الأوقات بالعبادات، وإنما يقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، وهذه مسألة تحتاج إلى فقه، اغتنام الوقت في أفضل ما يمكن تحتاج إلى فقه، لأن المسألة، مسألة التفاضل بين الأعمال لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال الأدلة الشرعية، ولذلك فلا بد أن يكون للمسلم علم بالأعمال التي نص الشارع على فضلها، وأنها أفضل من غيرها، وإن من أعظم ما تشغل به وقتك.

 

هو الدعوة إلى الله عز وجل وهو أن تعلم الناس العلم الذي تعلمته وأن يكون منهج حياتك هو قول الحق سبحانه وتعالي كما جاء في سورة يوسف ” قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين” وقد تقول ليس عندي علم كثير؟ فأقول لك يقول النبي صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية” فقد أثنى الله تعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام، فقال تعالى في سورة التوبة ” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم” وقوله تعالى في سورة الجمعة ” وآخرين منهم لما يلحقوا بهم”

 

فاشتملت الآيات المباركات على أبلغ الثناء من الله رب العالمين على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، فالذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير حيث أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه وبما أكرمهم به من جنات النعيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى