مقال

الدكروري يكتب عن غزوة فتح مكة “جزء 4”

الدكروري يكتب عن غزوة فتح مكة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع غزوة فتح مكة، وفى الطريق إلى فتح مكه كانت هناك الوقفات وكانت هناك الأسرار فعن عبيد الله بن أبي رافع، سمعت عليا يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال ” انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ” فانطلقنا تعادي بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا أخرجي الكتاب ، فقالت ما معي ، فقلنا لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، أي بمعني سنجردك من ثيابك، قال فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه “من حاطب بن أبي بلتعة، إلى ناس مكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” يا حاطب ما هذا؟ ” فقال يا رسول الله لا تعجل علي.

 

إني كنت امرءا ملصقا في قريش يقول كنت حليفا ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أما إنه قد صدقكم ” فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال ” إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” فأنزل الله سورة ” ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء” وخاخ موضع قرب حمراء الأسد من المدينة المنورة، يقال له روضة خاخ، وسمي روضة خاخ نظرا لكونه على هيئة روضة كثيرة الماء والشجر، فكان هذا المكان معروفا بكثرة أشجاره.

 

ومن ثم اخضراره، وذكر اسم خاخ في احماء المدينة التي حماها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون بعده لرعي خيل وإبل وأغنام بيت أموال المسلمين، ويقال أن الكتاب قد أرسله الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه مع المرأة إلى مشركي قريش، كتب فيه، من حاطب بن أبي بلتعة إلى سهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، أما بعد يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش عظيم يسير كالسيل فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده فانظروا لأنفسكم والسلام، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا فقال يا حاطب ما حملك على هذا؟ فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيّرت ولا بدلت ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة.

 

وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أما إنه قد صدقكم ” ولما طلب عمر رضي الله عنه بضرب عنقه لأنه نافق حسب ظنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” وأنزل الله تعالى كما جاء في سورة الممتحنة ” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل” وهذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أطلعه الله عز وجل على جزء من الغيب.

 

كما أظهر فضل أهل بدر، وروضة خاخ معروفة بهذا الاسم إلى الآن، فالاسم متداول بين من يسكنها أو يسكن حولها، كما يطلقون على جبال خلفها، جبال خاخ، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وتجهز الصحابي الجليل أبو بكر، ثم أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سائر إلى مكة، وأمرهم بالجد والتجهز، وناجى ربه إليه، وقال ” اللهم خذ العيون والأخبار عن عيون قريش حتى نبغتها في بلادها ” وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يتجهزوا للخروج، ولم يقل لهم أين يريد إلا بعد أن تم كل شيء، قبيل لحظات الخروج، وبعد خروجهم أمرهم بسرعة السير قبل أن تعلم قريش فيستعدوا لمقابلته، وكان يحب دخول مكة دون إراقة دماء، وكان يدعو الله بقوله ” اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى