مقال

الدكروري يكتب عن الفاروق عمر بن الخطاب “جزء 4”

الدكروري يكتب عن الفاروق عمر بن الخطاب “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الفاروق عمر بن الخطاب، وإن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاجعة، لا كالفواجع، لأنه كان حصن الإسلام، ودرع الأمة، وباب الفتنة الذي ظل مغلقا حتى كسر بقتله، فخرجت الفتن على أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت السيدة أم أيمن رضي الله عنها يوم أصيب عمر بن الخطاب اليوم وَهى الإسلام، أي ضعف الإسلام، وقال زيد بن وهب رحمه الله تعالى أتينا ابن مسعود، فذكر عمر، فبكى حتى ابتلّ الحصى من دموعه وقال إن كان عمر حصنا حصينا للإسلام، يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات عمر انْثلم الحصن، فالناس يخرجون من الإسلام، وقال عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه رأيت سببا أى حبلا، تدلى من السماء، وذلك في إمارة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

 

وأن الناس تطاولوا له، وأن عمر فضلهم بثلاثة أذرع، قلت وما ذاك؟ قال لأنه خليفة من خلفاء الله تعالى في الأرض، وأنه لا يخاف لومة لائم، وأنه يقتل شهيدا، قال فغدوت على أبي بكر فقصصتها عليه، فقال يا غلام انطلق إلى أبي حفص فادعه لي، فلما جاء قال يا عوف اقصصها عليه كما رأيتها، فلما أتيت أنه خليفة من خلفاء الله تعالى، فقال عمر أكل هذا يرى النائم؟ قال فقصها عليه، فلما ولي عمر أتى الجابية، وإنه ليخطب فدعاني فأجلسني، فلما فرغ من الخطبة قال قص عليّ رؤياك، فقلت له ألست قد جبهتني أي منعه، عنها؟ قال قد خدعتك أيها الرجل، وجاء في رواية قال أولم تكذب بها؟ قال لا ولكني استحييت من أبي بكر، فقصّها عليّ، فلما قصصتها، قال أما الخلافة فقد أوتيت ما ترى، وأما أن لا أخاف في الله لومة لائم، فإني أرجو أن يكون قد علم ذلك مني.

 

وأما أن أقتل شهيدا، فأنى لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب، وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعض ما قاله عمر بن الخطاب في خطبة الجمعة الموافق واحد وعشرين من شهر ذي الحجة من عام ثلاثه وعشرين من الهجره وهي آخر خطبة له، قال: إني رأيت رؤيا، لا أراها إلا حضور أجلي، رأيت كأن ديك نقرني نقرتين، وإن قوما يأمرونني أن أستخلف وأعين الخليفة من بعدي، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضي، وكان عمر رضي الله عنه لا يأذن للسبايا في الأقطار المفتوحة بدخول المدينة المنورة، عاصمة دولة الخلافة، فكان يمنع مجوس العراق وفارس، ونصارى الشام ومصر من الإقامة في المدينة.

 

إلا إذا أسلموا ودخلوا في هذا الدين، وهذا الموقف يدل على حكمته وبعد نظره، لأن هؤلاء القوم المغلوبين المنهزمين حاقدون على الإسلام، مبغضون له، مهيئون للتآمر والكيد ضد الإسلام والمسلمين، ولذلك منعهم من الإقامة فيها لدفع الشر عن المسلمين، ولكن بعض الصحابة رضي الله عنهم، كان لهم عبيد ورقيق من هؤلاء السبايا النصارى أو المجوس، وكان بعضهم يلح على عمر بن الخطاب أن يأذن لبعض عبيده ورقيقه من هؤلاء المغلوبين بالإقامة في المدينة، ليستعين بهم في أموره وأعماله، فأذن عمر لبعضهم بالإقامة في المدينة، على كره منه ووقع ما توقعه عمر، وما كان حذر منه، وقال عمرو بن ميمون إني لقائم، في الصف ينتظر صلاة الفجر، وما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس، غداة أصيب، وكان إذا مرّ بين الصفين، قال استووا، فإذا استووا.

 

تقدم فكبّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، وذلك حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبّر، فسمعته يقول قتلني، أو أكلني، الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، ومعنى كلمة علج هو الكافر من بلاد العجم، وكان لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرنسا، فلما ظن القاتل أنه مأخوذ نحر نفسه، وعندما مات الفاروق كانت صدمه كبيره وإن القوم قالوا “لوددنا أن الله زاد في عمرك من أعمارنا، من محبّتهم له رضي الله عنه، فلما علم عمر أن الذي قتله عبد مجوسي قال “الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجّني عند الله بسجدة سجدها قط “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى