مقال

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 2”

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع أعظم ملوك بابل مقيم المدن، وقد كتب اسم الإله نابو بشكل مقطعي بنابيوم، وقد وردت هذه التسمية في معظم العصور التي ظهرت بها عبادته، ونادرا ما كتب بشكل نابوم، أما في قائمة الآلهة فقد كتب اسمه بشكل نابو، إذ يعتقد إن تسمية نابيوم، وقد عرف بها منذ العصر الأكدي، وقد ظهرت هذه التسمية في وثائق عصر أور الثالثة والعصر البابلي القديم ويعتقد أنها تحولت إلى نابو، في عصور أحدث، كما ظهر اسم نابوم، وهو اسم جاء متأخرا في نصوص الأدعية والصلوات ونصوص المزامير وقد عرف الإله نابو بالتوراة وهو العهد القديم، باسم نيبو، وهو الاسم العبري للإله نابو أما في الآرامية فقد ظهر بشكل نابو وكذلك في التدمرية والسريانية والمندائية وظهر في اللاتينية بشكل نابوس، واسم الإله نابو مشتق من الأصل السامي.

 

أو الجذر السامي نابى، أي بمعنى ينادي، ويرجح أصله إلى الديانة الإيزيدية، ويمكن أن يفسر بالمعاني الآتية الرسول، المذيع، المنادي، المعلن، المبلغ، طالما أنها تتوافق مع إحدى الوظائف التي يؤديها الإله، كونه وزير الإله مردوخ، أو بكونه صفة مشبهة مع الاسم العام، وهو المنادي، وفي حال دعم التفسير الثاني فهو صفة للإله نابو أما معنى الاسم باللغة الآشورية فهو يعني نادى، وهنالك معاني أخرى لأسم الإله نابو ومنها اللامع، وقيل بإن تسمية الإله نابو تعني المظهر أو التكلم، ومن المحتمل أن كلمة نبي، جاءت من كلمة نبو، باعتبارها درجة دينية عظيمة لكهنته، وأما عن مردوخ، أو مردوك، أو نمرود باللغة العربية، فكان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان فى الأساس هو إله لمدينة بابل، ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة.

 

فقد أصبح مردوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة الناس الأخيار على معاقبة الناس الأشرار، وقد كانت له عدة صفات خارقة لكن أبرز صفتين كانتا فقيل أنه يرى بجميع الزاويا وأنه يلقي كلمات سحرية، ولقد كان بسبب العلاقات السياسية بين بابل وإريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى وهو كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو، الذي يُعبد في اريدو، وحين أسّس الأموريون، أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة، وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت، فاستطاع علماء بابل أن يبرروا ارتفاع شأن مردوك، فحسب فاتحة شريعة حمورابي.

 

اعطى انو وهو الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين، وانليل وهو بالو اي بعل أي السيد، ومردوك المُلك الابدي على كل المائتين، وقد منحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء، وتعطي السبب لذلك ملحمة الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية، وقد تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات وهو تشخيص الشواش والفوضى الأولى، وقد انتصر عليه، فنال مردوك لقب انليل وهو بالو أو السيّد، وارتبطت به هذه الصفة بحيث سمّي مرارا بال، واي ساغ ايلا، وهوالبيت الذي يرفع الرأس، في بابل مع البرج المشهور، اي تمن أن كي، وهو بيت أساس السماء والأرض برج بابل، وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونابو، وكان للإله مردوخ ابن واحد.

 

وهو الإله نابو إله بورسبا، وتوضح أسطورة الخليقة إن مردوخ تزوج صاربانيتوم وانجبا نابو، وعُرف هذا الإله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة، ففي القرن السادس قبل الميلاد، ومنذ بداية القرن الثامن قبل الميلاد قد تطورت عبادة الإله نابو، وكانت زوجة نابو هي تاشميتيوم، أي المستجيبة، وكان لأبن مردوخ دور كبير في أنقاذ أبيه مردوخ في أعياد رأس السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع وهو نيسان، وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو وهو بيت الاعياد، الواقع خارج المدينة، وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه، وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، وقد ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صربانيتوم ويجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى