مقال

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 6″

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية، أما اليهود فقد كرهوا ذلك وزعموا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد خالف الأنبياء من قبله فقد كانت قبلتهم المسجد الأقصى، ولو كان نبي لما خالف باقي الأنبياء، وأما المشركون فاستبشروا وتهللوا ظانين أنه بذلك قد يوشك أن يعود إلى دينهم بعد أن عاد إلى قبلتهم، وأما المنافقون فزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم متخبّط لا يدري ما يصنع، فإن كان على الحق في تغييره للقبلة فقد كان على باطل قبل ذلك، وإن كان الحق في القبلة الأولى فإنه وصل إلى باطل في تغييره لقبلته، وكل ذلك كان اختبارا من الله سبحانه للناس وتمحيصا لهم، وتمييز المسلمين عن سواهم في توجههم للقبلة وتغييرها وكل بأمر الله تعالى، وأيضا هو تأكيد نبوة النبي صلى الله وعليه وسلم وأنه يوحى إليه ما يتلو من آيات كريمة.

 

وذلك لأن الله سبحانه وتعالي كان قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قبل تحويل القبلة بما سيقوله اليهود وقت تغيير القبلة وإثارة الشكوك حوله، وقد وقع فعلا ما أنبأه الله سبحانه به من قول، ومن فوائد ذلك أن يتهيأ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لبعض المشاكل قبل وقوعها فيتهيؤوا لإيجاد الحلول لها، وأيضا تمييز المكان الذي يتجه إليه المسلمون في صلاتهم، فلا بد أن يشعر المسلم بالتميّز عمن سواه بقبلته وشريعته، وهذا تحقق بتحويل القبلة إلى مكة المكرمة، وكذلك تصويب المفاهيم لدى المسلمين، والمقصود بذلك أن العرب في الجاهلية كانت وجهتهم في عبادتهم الكعبة المشرفة، لكن ليس ذلك لعقيدة حقيقية، بل لعنصرية وتمجيد للقومية، فأراد الإسلام أن ينزع من المسلمين كل تحيز لفئة العرب وعاداتهم، فأمرهم بالتوجه نحو المسجد الأقصى.

 

حتى يحصحص كل مفهوم يمجدونه غير الدين والعقيدة، ثم إذا صفت النفوس وصحّت المفاهيم أعاد الله تعالى ربطهم بالكعبة المشرفة لكن هذه المرة برباط العقيدة والتوثيق بين الأنبياء، نبي الله إبراهيم وإسماعيل، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك تعليم المسلمين سرعة الاستجابة لأوامر الله تعالى، والثقة بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد جاء الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة فحولها وتحولوا وهم راكعون إلى القبلة الجديدة دون أدنى شك أو ريب يلبسهم، وأيضا توحيد المسلمين على اختلاف مواطنهم وأماكنهم، وألوانهم وأجناسهم، ويذكر أهل العلم أن من أفضل ما يميز شهر شعبان المبارك عن غيره من شهور السنة أن شهر شعبان حفل بكثير من التشريعات التى حملت الخير للمسلمين، فيوم سئل النبى صلى الله عليه وسلم.

 

عن سبب كثرة الصيام فى شهر شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي الله تعالى وفى شهر شعبان ليلة النصف منه ليلة مغفرة وعتق وإنعام لسائر المؤمنين إلا للمتخاصمين ” أي من كان بينه وبين أخيه شحناء” وأمر الله تعالي الملائكة أن تتجاوز عن ذنوب العباد أشار الله إلى المتخاصمين وقال ” يا ملائكتى انظروا هذين حتي يصطلحا انظروا هذين حتي يصطلحا” فيقول النبي صلي الله عليه وسلم ” إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” كما قال النبى صلى الله عليه وسلم وفى شهر شعبان فرض الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أمته صيام رمضان، وقبيل انتهاء شهر شعبان بيوم أو يومين من نفس العام فرضت زكاة الفطر من رمضان.

 

على كل مسلم ومسلمة طهرة له من اللغو والرفث وطعمة للفقراء والمساكين ومن بين الفضائل التى جمعها شهر شعبان أيها المؤمنون أنه الشهر الذى استجاب الله فيه رجاء رسوله صلى الله عليه وسلم حقق الله تعالى لرسوله فى هذا الشهر ما كان يأمل ويرجو، فرضت الصلوات الخمس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أمته فى ليلة الإسراء والمعراج وكانت الإسراء والمعراج قبل الهجرة والمعنى أن المسلمين أقاموا الصلاة المكتوبة وهم فى مكة قبل الهجرة وقد أمر الله نبيه والذين آمنوا معه أن تكون القبلة فى صلاتهم إلى بيت المقدس فكان المسلمون يصلون ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعلون الكعبة فيما بينهم وبين بيت المقدس فيجمعون بذلك بين القبلتين ثم يصلون، بقى المسلمون يجمعون فى الصلاة بين القبلتين ما شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى