مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام عبد الرازق الصنعاني، وقال أحمد العجلي عبد الرزاق ثقة، كان يتشيع، وفي المسند قال أحمد بن حنبل ما كان في قرية عبد الرزاق بئر، فكنا نذهب نبكر على ميلين نتوضأ، ونحمل معنا الماء، وقال أبو عمرو المستملي سمعت محمد بن رافع يقول كنت مع أحمد وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى المصلى ومعنا ناس كثير، فلما رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، ثم قال لأحمد وإسحاق رأيت اليوم منكما عجبا لم تكبرا فقال أحمد وإسحاق يا أبا بكر، كنا ننتظر هل تكبر، فنكبر، فلما رأيناك لم تكبر، أمسكنا، قال وأنا كنت أنظر إليكما، هل تكبران فأكبر، وعن مكي بن عبدان قال حدثنا أبو الأزهر يقول سمعت عبد الرزاق يقول “صار معمر هليلجة في فمي” وعن الحسن بن سفيان يقول.

سمعت فياض بن زهير النسائي يقول تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه، فدخلنا فقال هاتوا، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على فراشي ؟ ثم قال ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا، وقال الإمام عبد الرزاق قدمت مكة مرة، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا عني يومين، أو ثلاثة، فقلت يا رب ما شأني؟ أكذاب أنا ؟ أي شيء أنا ؟ قال فجاءوني بعد ذلك، وعن سلمة بن شبيب يقول سمعت عبد الرزاق يقول أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة، كتب عنه، فإما أن يقال كذاب، فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع فيبطلون عمله، فما أقل من ينجو من ذلك، وعن عبد الرزاق قال لي وكيع أنت رجل عندك حديث، وحفظك ليس بذاك، فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس هو عندي، ولكن قل لا أحفظه.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند قال يحيى بن معين قال لي عبد الرزاق اكتب عني حديثا واحدا من غير كتاب قلت لا، ولا حرف، وعن ابن معين قال لي عبد الرزاق بمكة قبل أن أقدم عليه اليمن يا فتى، ما تريد إلى هذه الأحاديث، سمعنا وعرضنا وكل سماع، وقال لي إن هذه الكتب كتبها لي الوراقون سمعناها مع أبي، وعن يحيى بن معين قال لي أبو جعفر السويدي جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها، ليست من حديثه، فقالوا له اقرأها علينا، فقال لا أعرفها، فقالوا اقرأها علينا، ولا تقل فيها حدثنا، فقرأها عليهم، وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حدث به عبد الرزاق النار جبار لم يكن في الكتب، باطل، رواها الأثرم عن أحمد وزاد ثم قال ومن يحدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت حدثنا أحمد بن شبويه.

قال هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن، فلقنوه، وليس في كتبه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، قلت أظنها تصحفت عليهم، فإن النار قد تكتب ” النير ” على الإمالة بياء على هيئة ” البير ” فوقع التصحيف، وعن أبو زرعة قال حدثني محمود بن سميع، سمع أحمد بن صالح يقول قلت لأحمد بن حنبل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟ قال لا، وقال كاتبه ما أدري ما عنى أحمد بحسن حديثه، هل هو جودة الإسناد، أو المتن أو غير ذلك ؟ ومصنف عبد الرزاق هو أحد كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة، وهو من أوائل كتب رواية الحديث في تاريخ الإسلام، وجمع أحاديثَه ورواها الإمام عبد الرزاق الصنعاني، ورتب أحاديثه على ترتيب أبواب الفقه، فقسم الكتاب إلي واحد وثلاثون كتابا فقهيا متفرعا إلى أبواب.

وقد اشتملت على تسعة عشر ألف ومائتان واثنين نصا مسندا، ولقد بدأها المصنف بكتاب الطهارة، واختتمها بكتاب أهل الكتابين. ونظرا لأهميته الشديدة، فقد وصف الحافظ الذهبي هذا الكتابَ بأنه خزانة علم، ولم يقتصر المصنف على رواية الأحاديث المرفوعة فقط، بل روى أيضا أحاديث موقوفة ومقطوعة، ولم يشترط الترتيب بينها، كما أكثر من رواية آراء شيخه الإمام معمر في المسائل التي ينقلها، ولم يشترط الصحة لرواية الأحاديث والأخبار، فروى الصحيح والحسن والضعيف، وتميز الكتاب بعلو أسانيده، فأغلب الأسانيد أتت ثلاثية، وروى الكتاب إسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن منصور الرمادي، ومحمد بن يوسف الجذافي، ومحمد بن على النجار وقام العالم ابن مفرج الأندلسي بإصلاح الحروف التي صحفها إسحاق بن إبراهيم الدبري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى