مقال

عنصرية المهن ظاهرة في معظم المجتمعات والتخصصات

جريدة الأضواء

عنصرية المهن
ظاهرة في معظم المجتمعات والتخصصات

بقلم/د مرفت القباني

أصبحت ظاهرة العنصرة وازدراء من هم مختلفون ظاهرة جلية.
دعونا نسلط الضوء عليها في مجتمعنا.

ففي المجال الطبي طبيب المخ والأعصاب يظن أنه أهم بكثير من طبيب الباطنة أو الأطفال أو أي تخصص آخر فيتعامل معه بكبر
وبمنطق العنصرية المتمكنة عندهم فطبيب الأسنان والتخدير ليسوا أطباء

نأتي لمجال الهندسة فالمهندس المدني يريد أن يثبت أن مهندس المكانيكا هو التطور الطبيعي للصبي بلية

وحتي في المهن البسيطة الأويمجي شايف أنه مهندس كبير أوي وإنه بيفهم عن النجار العادي، والجزار شايف أنه معلم مالي مركزه مش زي تاجر خضار مسكين على أد حاله وأمثلة كثيرة مؤسفة إن دلت فإنما تدل على السطحية والكبر والجهل.

فمن ادعي المعرفة فهو جاهل، ومن ظن العلو فهو هاوي، فهؤلاء نذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)

ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تكمل هذه الفئة المظلومة مسيرة العَنْصَرَة؛ فتُسْقِط كل كِبْر وعنصرية وقع عليها على من هم دونهم ويستمر التدفق العنصري يسري في المجتمع بلا انقطاع وهذا من الخطورة بمكان .

ويبدو أننا أصبحنا في عالم عنصري صرف بعيدا عن أخلاق ديننا الحنيف، إلا من رحم ربي.
ولو أنهم علموا لعرفوا أن:
(كل إنسانٍ حتى أقل المهن – في ظن البشر- له دور ورسالة على الأرض جاء ليؤديها ويرحل ليلقى الله تعالى والكل يستحق التقدير والاحترام
فأنا ضد مبدأ مهنة عليا ومهنة دنيا، وكلنا في حاجة إلى بعضنا البعض أتينا لنتساند ونتحاب حتي نرقى لأعلى المكانات في دار الحق ألا وهي مكانة المتحابين في الله وهم علي منابر من نور
فمن حاد عن هذا الهدف ونسي رسالته وظن أنه الأفضل أو الأعظم أو الأعلم فقد نسب لنفسه صفة لا تكون إلا لله وحده
فالمبالغة هنا لا تليق إلا به سبحانه وتعالى، فمن فعل ذلك
فلا يلومن إلا نفسه؛ فسيتولى رَدْعَه العلي المتعال – سبحانه وتعالى-، فمهما تكبر سيسقطه الله إلى الهاوية
عافانا الله وإياكم من هؤلاء وهداهم.

فلو بادر كل من تعرض للعنصرية والتقليل من شأنه بإيقافها عنده فرفضها دون أن يسقطها أو يزيحها على غيره
لتغير الحال العام وقضينا علي هذه الظاهرة القميئة

أما أنت عزيزي فاعلم أن ماتم عليك من كبر أو عنصرة فهذا لرؤية العنصري لك فأنت موجود بالنسبة له؛ تُصَغِّر من حجمه كلما رآك أو سَمِعَك أو سمِعَ عنْكَ فثق بنفسك وقدم الإحسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى