مقال

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

لقد أقبل علينا شهر رمضان وما أدراك ما رمضان؟ إنه شهر البر والإحسان وشهر العطف علي اليتامي والأرامل والمساكين، إنه شهر الرحمه والتكاتف والتكافل والمواساة، إنه شهر تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، وهذا الشهر له فضائل ومزايا ومكانة في قلوب المسلمين الموحدين، وهو شهر العبادة والإخلاص، فيتخلى الصائم عن شهواته وطعامه وشرابه دون وجود رقيب عليه، فيستحضر وجود الله تعالى له في كل الأوقات، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانتة” وإن الصيام هو تدريب على الصبر، وإن الصبر خُلق مكتسب، ويعتبر الصيام هو أحد العوامل التي تنمى خُلق الصبر عند الصائم، فعندما يتحمل الصائم الجوع والعطش ومشاق الصيام، يصبح قادرا فيما بعد على تحمل مصاعب أخري.

ويملك أسباب التحدى، والثبات، والمقاومة التي تساعده في مواجهة الحياة بصبر وإيمان، وكذلك فإن من مزايا الصيام هو تزكية النفس وتطهيرها، حيث يدرب الصيام النفس على التحلية بالفضائل والأخلاق الحسنة، وترك الرذائل والمنكرات خشية على تمام صيامه، ، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور، والعمل بِه، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه، وأيضا من مزايا الصيام هو ضبط النفس والتحكم بها، وإن من فضائل الصوم على النفس البشرية شحذ العزيمة، وتمكينها من كبح شهواتها والتحكم بها، والتحرر من عاداتها المستحكمة فيها، وضبط أعصابها في المواقف التي تستوجب ذلك، وإلا لم يحقّق الصوم أحد أهدافه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر “رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “رواه البخاري ومسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلى في المسجد ذات ليلة في رمضان فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله فلما أصبح قال “قد رأيت الذى صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم “رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “رواه النسائى، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة “رواه الترمذى، وإن من مزايا الصيام أيضا هو وقاية الصائم من الاضطراب النفسي، فالصوم يبلغ النفس الطمأنينة والأمان، ويبعد عن القلق والوسواس، عندما يشعر الصائم بقربه من الله عز وجل، فهي تقوية.

وقد أثبتت الدراسات أن النشاط العقلى يزداد بجوع الفرد، وتتحقق أعلى نسبة للصفاء الذهنى فى وقت الصوم، فكثرة الطعام تسبب خمولا وكسلا واسترخاء، وكما تحسين القدرة على الإدراك والفهم فتزداد قدرة الإنسان على التفكير والإدراك والفهم خلال الصوم، وكان السلف الصالح يتحيز هذه الأوقات لزيادة كتاباتهم، ومضاعفة إنتاجهم، وأيضا من المزايا هو تقوية الجوانب الاجتماعية وتحقيق التكافل والود والتعاطف، فإن المجتمع الإسلامى يقوم على أساس التكافل، والتراحم، والتعاطف، ويتنافس المسلمون في رمضان على الجود والكرم وإطعام الطعام، فالصيام ينبه المسلمين للإحساس بالفقراء والجائعين، ويحفزهم لتقديم الخير، وتقوية العلاقات الاجتماعية فالصيام يعمل على توطيد وتوثيق العلاقات، وتقوية صلة الرحم، فالصدقة تزيل الغضب والحقد عند الفقراء، مما يزيد في توثيق وتوحد الأواصر بين أفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى