مقال

الدكروري يكتب عن أم الخبائث ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أم الخبائث ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع أم الخبائث، وكما أن الخمور تسبب اعتلالات أخرى في الدماغ، ويعمل ذلك تبعا إلى إضعاف الذاكرة تدريجيا، وتعطيل وظائفها، وهذا لا يعني أن الأعصاب الطرفية يمكن أن تنجو من أي خطر يهددها، إذ إن من يدمن شرب الخمر، يفقد الإحساس بأطرافه، كما أن هناك العديد من المخاطر التي تؤثر على الجهاز العصبي بجميع أجزائه، والمشروبات الكحولية هي عبارة عن مشروبات تحتوي على نسبة محددة من الكحوليات والتي تتمثل في الخمرة بأنواعها، ومصدرها محدد قد يكون فواكه مثل التمر والزبيب والعنب أو مصدرها حبوب مثل الشعير أو الذرة أو النشا أو السكر أو الحنطة أو البطاطس، ولكن في كل الأحوال فإن المركب الأساسي الذي يدخل في تركيب الخمر هو الكحول الإيثيلي أو الإيثانول، والإسم العلمي للخمر أو الكحوليات.

وهو عبارة عن سائل طيار في وجود الحرارة، ولكنه يذوب بسرعة وذلك لأنه أقل كثافة من الماء، بالإضافة إلي أن طعمه لاذع، ويقبل الإشتعال، ولقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم الخمر، كما أن شرب الخمر يُعد كبيرة من الكبائر التي يجب على المسلمين البُعد عنها واجتنابها، ولقد جاءت السنة النبوية بتحريم الخمر والنهي عن شربه، حيث ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه، وغضب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال، قيل يا أبا عبد الرحمن، وما نهر الخبال؟

قال نهر يجري من صديد أهل النار” وقد أجمع العلماء المسلمون على تحريم الخمر، وجاء ردهم على كل من أراد إثبات خلاف ذلك اتباعا للهوى، بوصفه بالكفر وإخراجه من الملة، وذلك لتكذيبه لما جاء به القرآن الكريم من نص قطعي يفيد تحريمه، ولقد منّ الله سبحانه وتعالى، على الإنسان بنعم كثيرة، وكان من أعظمها نعمة العقل، الذي ميّزه به عن سائر المخلوقات، ولما كان إدمان شرب الخمر يعّطل العقل، ويعمل على إتلافه، ويصدّ عن ذكر الله سبحانه وتعالى، والقرب منه، إضافة لما يفعله من نشر للبغضاء والشحناء، والكره بين أطياف المجتمع الإسلامي، وكذلك المجتمعات الأخرى، فكان لا بد للشارع الحكيم من تحريمه على عباده، وقد تدرّج الشارع الحكيم بتحريمه على مراحل، رحمة بعباده الذين اعتادوا شربه قبيل الإسلام، فجاءت الحكمة من التحريم لما لشرب الخمر من أخطار جسيمة على جسد الإنسان وعقله.

والفساد والانحطاط الذي يتسبب به للمجتمعات، وأن الشيطان وجد فيه السبيل للإضرار بالمسلمين، وأن يطيح بهم في الرذيلة، والفسوق، والضلال عن الحق، وأن يثنيهم عن الغاية التي خُلق من أجلها الإنسان، وإن شرب الخمور والمسكرات يعد سلاحا مدمرا يفتك في صحة الإنسان، وينعكس سلبا عليه، ومن أهم الأخطار والأضرار التي تهدد حياة الإنسان هو مرض فقر الدم، الذي يتسبب به النقص الحاد لحامض الفوليك من جسم الإنسان، وكما يؤثر سلبا على نشاط نقي العظام، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن إدمان تعاطي الخمور يؤثر على العظام، ليتسبب في هشاشتها، وذلك بسبب منعه إياها من امتصاص الجسم لمادة الكالسيوم التي يحتاجها، وكذلك منع الجسم من امتصاص أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها، وهذا يؤثر سلبا على وزن الجسم، إذ يأخذ بالنقصان المستمر.

كما يقلل من مناعة الجسم، ليصبح عرضة لأي مرض وضرر، وكذلك تأثيره السلبي على الجهاز الهضمي، حيث يُحدث الكثير من المشاكل متمثلة بالتهاب في جدار المعدة، لينتج عنها تقرحات فيما بعد، فيصاب بنزيف دموي حاد، كما يعود بالضرر على جهاز البنكرياس، وتليف الكبد الذي يؤدي إلى الوفاة، وكذلك تأثيره السلبي على القوى العقلية والذهنية، والتي تقلل من التركيز، وتضعف الذاكرة، وتؤدي إلى الاعتلالات الدماغية، التي تفقد شارب الخمر العقل وتذهبه، ويجب علينا أن نعلم أن شرب الخمور والمخدرات، وتعاطي المسكرات وانتشار المنومات علامة ظاهرة من علامات قرب الساعة، والأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، نعم لقد استحلها بعض المسلمين اليوم ولا يبالون بالتحريم والتحذير منها فعن أن بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا ” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى