مقال

النبي يزوج صاحب الثوب الممزق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النبي يزوج صاحب الثوب الممزق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يناير 2024

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، أما بعد فلنتأمل كيف كانت عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أنه لا يكلّ ولا يفتر عنها من قيام، أو تلاوة للقرآن، أو ذكر، أو تسبيح، أو صيام، أو غير ذلك، فعندما نتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نعلم من خلالها أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب لأمته مثلا أعلى في العبادة والاتباع لأمر ربه تعالى حتى إن الله تعالى جعله المثل الأعلى، والقدوة الصالحة.

التي ينبغي على كل مسلم الاقتداء بها إلى يوم القيامة، وهذا الصحابي جليبيب يقول له صلى الله عليه وسلم في ألا تتزوج، ثلاث مرات؟ قال يا رسول الله من يزوجني لا مال ولا جمال؟ فيقول صلى الله عليه وسلم “اذهب إلى ذاك البيت من الأنصار” وقل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام، ويقول زوجوني بنتكم، هذا مرسوم من كلام محمد عليه الصلاة والسلام، فذهب فطرق الباب، قال أهل البيت من؟ قال جليبيب، قالوا مالنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت، فقال ماذا تريد؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام، فارتج البيت بالدعاء والرد وعليه الصلاة والسلام، قال ويقول زوجوني بنتكم، فيقول الوالد الله المستعان لأن جليبيبا فقير، وأسرته فقيرة لا مال ولا جاه ولا منصب، يملك ثوبه الممزق.

فيقول أعود إلى زوجتي لأنها تملك الحق، وتملك هذه المراسيم فعاد إليها فقالت الله المستعان لو كان غير جليبيب، نزوج ابنتنا جليبيبا فاجتمعا على أن يردا ويرفضا، فسمعت البنت العابدة الناصحة الصالحة، فقالت أتردان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه؟ لا والله فيتوافقان ويتم الزواج، ويدعو له صلى الله عليه وسلم بالخير، فينشئ بيتا في الإسلام، أساسه على الخير، فيقول تعالي في سورة التوبة ” أفمن أسس بنيانه علي تقوي من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين” أفمن أدخل ابنته بيتا مسلما تاليا لكتاب الله مستقيما ذاكرا لله خير أم من أدخل ابنته بيتا مغنيا فاحشا ضالا ظالما؟ لا يستوون، وعاشت هذه المرأة في سعادة، وأنجبوا أطفالا مشاعل في التاريخ، علماء ودعاة.

وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خاضها بنفسه صلى الله عليه وسلم، وبعد القتال سأل أصحابه “من تفقدون من الناس؟ قالوا نفقد فلانا وفلانا، قال ومن؟ قالوا ما نفقد أحدا؟ قال ألا تتذكرون أحدا؟ قالوا لا، فقال صلى الله عليه وسلم لكنني أفقد جليبيبا، أين جليبيب؟ وقام يبحث عنه، لأنه يحب القلوب الصادقة، ويهوى الأرواح المخلصة، ويتعاطف مع أهل الحق، فمر في القتلى وبحث عنه فوجده مقتولا بجانب سبعة قتلهم من المشركين، فمسح صلى الله عليه وسلم التراب عن وجه جليبيب، وقبل وجهه وبكى، وقال صلى الله عليه وسلم “قتلت سبعة ثم قتلوك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك” أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى