مقال

الدكروري يكتب عن أم الخبائث ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أم الخبائث ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أم الخبائث، إذن فلا يجوز بحال تعاطي المخدرات والمسكرات والخمور والحبوب والمخدرة والمنشطة بشتى أنواعها وأشكالها لأنها تذهب العقل وتزيله، وهى تجعل المتعاطي معرضا للخطر في كل لحظة، بل قد تعرض الآمنين من المسلمين لخطر السكران والمخمور، وإن شكر النعمة استخدامها فيما خلقت له، وكفران النعمة استخدامها في الهلاك والدمار والاعتداء عليها، فالعقل نعمة فإذا استخدمته في طاعة وحافظت عليه فقد شكرت النعمة وأديت حقها، فبذلك تنال الرحمة والمغفرة، أما إذا استخدمته في معصية وأسرفت فيه، وتعديت عليه بالمسكرات، فقد ظلمت نفسك وكفرت بالنعمة ولم تؤدي حقها فبذلك دخلت في دائرة الظلم والكفران، فالأمر في ذلك منوط بعمل الإنسان، وقس على ذلك بقية النعم، فى النهايه إعلم أن الخمر والمخدرات مفتاح كل شر.

فكم أوقعت في قتل النفس المعصومة، وتسببت في الوقوع في الفاحشة والرذيلة، فيالها من عاقبة وخيمة، ونهاية مؤلمة لمن ألف الخمر وشربها، وقال عبدالله بن رجاء الغداني البصري رحمه الله كان لأبي حنيفة رحمه الله جار إسكافي وهو صانع الأحذية، يعمل نهاره أجمع، فإذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه، أو سمكة فشواها، ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غزل بصوت يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر، فلا يزال يشرب الخمر ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يصلي الليل كله، ففقَد أبو حنيفة ليلة صوته، فاستخبر عنه، فقيل أخذه العسس وهو محبوس، فلما صلى أبو حنيفة الصبح من غده ركب بغلته، وجاء الأمير فاستأذن عليه، فأذن له وألا ينزل حتى يطأ البساط، فلم يزل الأمير يوسع له في مجلسه حتى أنزله مساويا له فقال ما حاجتك؟

فقال إسكافي أخذه الحرس ليأمر الأمير بتخليته، قال نعم، وكل من أخذ معه تلك الليلة، فخلى جميعهم، فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه، ولما نزل مضى إليه، وقال يا فتى أضعناك؟ قال لا، بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجار ورعاية الحق، وتاب الرجل، ولم يعد إلى ما كان فيه، فعلينا جميعا أن نتوب إلي الله عز وجل، فاصنعوا المعروف لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة، فيجب علينا أن نحافظ علي شباب الأمة، فإن مكانة الشباب على عهد النبى صلي الله عليه وسلم كانت لها شأن كبير، فهم الذين رفعوا راية الدين وفتحوا البلاد وغزوها من اجل رفعة اسم الدين ومع ذلك كان للشيوخ.

وكبار السن دورا ايضا فهم الذين يخططون , فالأمة لا تستغني أبدا عن شبابها، وأمة تستغني عن شبابها أمة خاذلة، وأمة خاسرة مخذولة، فلا غنى أبدا للشباب عن الشيوخ والآباء، ولا غنى أبدا للشيوخ والآباء عن الشباب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحفاوة بالشباب، فلقد أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين وهو سن اكتمال الشباب، وكان أبو بكر رضي الله عنه في الثامنة والثلاثين من عمره في ريعان الشباب، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان في السابعة والعشرين من عمره في ريعان الشباب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في العاشرة من عمره، والزبير بن العوام والأرقم بن أبي الأرقم وخباب بن الأرت وعبد الله بن الزبير ومصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص هؤلاء وغير هؤلاء كانوا شبابا في ريعان الشباب.

نصروا الدعوة من لحظاتها الأولى بأوأرواحهم ودماءهم لنصرة هذا الدين، فأول سفير يتحدث باسم الإسلام خارج أرض الإسلام كان شابا في ريعان الشباب في العشرينات من عمره، استطاع هذا الشاب بلغة لم ولن تعرف الدبلوماسية المعاصرة لها مثيلا على الإطلاق إنه جعفر بن أبي طالب حين تحدث بين يدي النجاشي في بلاد الحبشة، وأول فدائي في الإسلام كان شابا في الثالثة والعشرين من عمره حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وقد قدم روحه رخيصة لنصرة هذا الدين وللذود والذب عن سيد النبيين وإمام المرسلين، إنه الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه، ولقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الثقة ومنحهم المسئولية خلافا لما يعيشه كثير من الناس اليوم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد منح زيد بن حارثة وهو شاب وجعفر بن أبي طالب وهو شاب وعبد الله بن رواحة.

وهو شاب منحهم الثقة، وسلمهم قيادة جيش مؤتة وما أدراك ما مؤتة أول معركة بين المسلمين والرومان، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أسامة بن زيد قيادة جيش فيه رجال من كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، وقد كان عمر أسامة آنذاك ثماني عشرة سنة، فيأتيه أهل اليمن فيقولون يا رسول الله أرسل لنا من أصحابك رسولا يعلمنا ويفقهنا في الدين، فيتلفت صلى الله عليه وسلم فإذا أصحابه شباب، فتقع عينه على معاذ رضي الله عنه وهو في الثامنة عشرة من عمره، فيرسله معلما إلى اليمن، ويقول له “إنك ستأتي قوما أهل كتاب يعني ليسوا بمسلمين فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، إلى آخر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى