مقال

الدكروري يكتب عن موسم الطاعات والخيرات ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن موسم الطاعات والخيرات ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الرابع مع موسم الطاعات والخيرات، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وهو من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة في الجماعة إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، وقال رضي الله عنه لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ومن أخطر المعاصي اليوم أيضا ما بلي به الكثير من الناس من استماع الأغاني وآلات الطرب وإعلان ذلك في الأسواق وغيرها، ولا ريب أن هذا من أعظم الأسباب فى مرض القلوب وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة وعن استماع القرآن الكريم والانتفاع به، ومن أعظم الأسباب أيضا في عقوبة صاحبه بمرض النفاق والضلال عن الهدى، ولقد فسر أهل العلم لهو الحديث، بأنه الغناء وآلات اللهو.

وكل كلام يصد عن الحق، وقال النبى صلى الله عليه وسلم ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف” رواه البخارى وأبو داود، والحر هو الفرج الحرام والحرير معروف والخمر هو كل مسكر والمعازف هي الغناء وآلات الملاهى كالعود والكمان وسائر آلات الطرب، والمعنى أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون الزنا ولباس الحرير وشرب المسكرات واستعمال الغناء وآلات الملاهى، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من علامات نبوته ودلائل رسالته صلى الله عليه وسلم، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه” إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع” فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله، واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره، وتواصوا بذلك وتعاونوا عليه.

لتفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة فى الدنيا والآخرة، وإن المصيبة إذا أشغل اللهو عن الطاعة، وإن الفرح بقدوم الشهر من علامات الإيمان، وتحرى هذا الهلال أيضا مما كان يحرص عليه السلف رحمهم الله، وكان القاضى يخرج مع الناس إلى ظاهر البلد لتحرى الرؤية، وينبغى التزود بالعلم النافع من معرفة الأحكام المتعلقة بالعبادات في هذا الشهر ففيه صيام، وقيام، وكثير من الناس يخرجون فيه الزكاة، وفيه اعتكاف، وكثير من الناس يعتمر فيه، وفي نهايته صدقة الفطر، وهكذا من عبادات حتى في أحكام المساجد يحتاج الناس إلى تعلمها استعدادا لدخول هذا الشهر، هذه المساجد بيوت الله في الأرض التي يحبها، ولقد اقتضت حكمة الله تعالى تفضيل بعض الناس على بعض، وبعض الأماكن على بعض، وبعض الشهور على بعض.

ومن هذه الأشهر التى فضلها شهر رمضان، فهذا الشهر الكريم له فضائل وخصائص تميزه عن غيره من الشهور، ومن هذه الفضائل والخصائص التى اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور أنه شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، فيقول صلى الله عليه وسلم” فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” فقال القاضى عياض رحمه الله يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم، وقال ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيروا كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس.

ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين، قال القاضي عياض ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات، ومعنى صفدت غللت وقيدت وأيضا فإن شهر رمضان وصيامه يكفر الذنوب، فقال صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان” أى صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهيا إلى صوم رمضان “مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” شرط وجزاء دل عليه ما قبله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى