مقال

الدكروري يكتب عن الإمام المهدي ” جزء 3″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام المهدي ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام المهدي، فإن كنت الإمام فبرهن لنا، وإلا رددناها إلى أصحابها، يرون فيها رأيهم، قال فدخل جعفر على الخليفة وكان بسر من رأى فاستعدى عليهم، فلما أحضروا قال الخليفة احملوا هذا المال إلى جعفر، قالوا أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون، وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي، فقال الخليفة فما كانت العلامة الّتي كانت مع أبي محمد قال القوم كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه، وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، وإلا رددناها إلى أصحابها، فقال جعفر يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي.

وهذا علم الغيب، فقال الخليفة القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين، قال فبهت جعفر ولم يرد جوابا، فقال القوم يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة، قال فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، كأنه خادم، فنادي يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم، قال فقالوا أنت مولانا، قال معاذ الله، أنا عبد مولاكم فسيروا إليه، قالوا فسرنا إليه معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي، فإذا ولده القائم قاعد على سرير كأنه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم قال جملة المال كذا وكذا دينارا، حمل فلان كذا، وحمل فلان كذا، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع، ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب، فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا.

وقبلنا الأرض بين يديه، وسألناه عما أردنا فأجاب، فحملنا إليه الأموال، وأمرنا القائم أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال، فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات، قال فانصرفنا من عنده، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر الحميري شيئا من الحنوط والكفن فقال له أعظم الله أجرك في نفسك، قال فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي، ويعتقد الشيعة أنه بعد الإعلان عن نفسه والصلاة على جنازة أبيه أمام الملأ وبعدما بدأت السلطة العباسية في الاستقصاء عنه غاب الإمام عن الأنظار، وكما يعتقد الشيعة أن الإمام ولمدة اثنين وسبعون سنة كان غائبا ولكنه كان يُعين نائبا له يتحدث باسمه ويبلغ الناس عنه وهم أربعة نواب الواحد تلو الآخر، وهم عثمان بن سعيد العمري، وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي.

لم يرد في المصادر التاريخية عام ولادته ولا عام وفاته، واختص بوكالة الهادي والحسن العسكري وتعتقد الشيعة بأن الحسن العسكري عيَّنه نائبا لابنه المهدي وقد دفن الشيخ العمري في بغداد في المنطقة المعروفة الآن بسوق الهرج قرب بناية وزارة الدفاع القديمة، وأيضا محمد بن عثمان بن سعيد العمري الأسدي المكنى بأبي جعفر العسكري، وهو ابن السفير الأول، حيث استلم الشيخ محمد بن عثمان العمري السفارة بعد وفاة أبيه، وله كتب مصنفة في الفقه مما سمعه من الحسن العسكري والمهدي وقد توفي سنة ثلاثة مائة وأربعة أو قيل وخمسة للهجرة، وأيضا الحسين بن روح النوبختي المكنى بأبي القاسم وقد تولى السفارة من سنة ثلاثمائة وأربعة حتي ثلاثمائة وخمسة للهجرة، وكانت مدة سفارته إحدى وعشرين عاما تقريبا وقد توفي سنة ثلاثمائة وست وعشرون للهجرة.

ودُفن في النوبختيه التي كانت دارا لعلي بن أحمد النوبختي في بغداد، وأيضا علي بن محمد السمري، المكنى بأبي الحسن وهو آخر السفراء الأربعة، وتولى السفارة لدى وفاة السفير الثالث وقد توفي سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين للهجرة وبوفاته انتهت النيابة الخاصة، كذلك الغيبة الصغرى، ودفن في الشارع المسمى بشارع الخلنجي في بغداد، وقد بدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمري سنة ثلاثمائة وثماني وعشرين أو تسع وعشرين للهجرة، حيث توقفت النيابة وخرجت رسالة من الإمام المهدي على الناس أنه لن يكون هناك نائبا عنه مباشر وبالرغم من أن البعض ادعى النيابة بعد السمري إلا أنهم لم يلاقوا تجمعا أو نجاحا وأوصى الإمام في فترة الغيبة الكبرى أن يرجع الناس إلى الفقهاء الحافظين والعلماء العارفين وهو ما سيتحول إلى ما يعرف بالمرجعية الشيعية وستبقى هذه الغيبة مستمرة حتى يأذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى